جاءت موافقة الرئيس محمد مرسي على حضور قمة دول عدم الانحياز في إيران لتخلق حالة الارتياح لدى عدد من السياسيين، الذين توافقوا على أهمية تلك الخطوة و هي الأولى من نوعها؛ حيث يزور رئيس جمهورية مصري إيران عقب قطيعة دامت لـ30 عاما.
وفي هذا السياق، علق الدكتور سيف الدين عبد الفتاح – أستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية – قائلا: "هناك مربع مكون من دول بالأمة الإسلامية مهم للغاية للنهوض بها"، مضيفا " نسمى هذه الدول دول الأركان، ومصر على رأس هذه الدول في استراتيجيتها"؛ وتابع سرد الدول الثلاث الأخرى "تركيا في مكانتها التي اكتسبتها بعد نهوض حزب العدالة والتنمية وكذلك إيران باعتبارها لاعبا أساسيا في المنطقة لا يجوز إطلاقا أن نغفلها، والسعودية باعتبارها تشكل طاقة رمزية بما تحمله من شعائر تتعلق بهذه الأمة".
وذكر "عبد الفتاح " -في تصريحاته لشبكة رصد الإخبارية -"أن زيارة دكتور محمد مرسي إلى السعودية تعتبر مقدمة لهذه العلاقات وزيارة إيران أيضا بمناسبة انعقاد مؤتمر عدم الانحياز هو تكملة لهذا المربع ثم بعد ذلك الذهاب إلى تركيا ليتشكل نهائيا، المهم في إطار بناء استراتيجية دينية جديدة تحاول أن تجعل لهذه التفرقة إرادة وسيادة تتعلق بها ويكون لها رأيي مهم جدا في القضايا المختلفة اليى تتولد فى هذه المنطقة".
وفيما يخص تخوفات البعض من عودة العلاقات الإيرانية المصرية، قال أستاذ العلوم السياسية "أنا أرى أنها مصطنعة ومفتعلة أكثر منها حقيقية، لكن مع ذلك أنا أؤكد أن الجانب الثقافي والعقائدي والديني يحتاج إلى المكاشفة والمصارحة"، معقبا "أصل السياسة الجديدة يجب أن تقوم على قاعدة استراتيجية و هي تبادل المصالح والمنافع".
فيما قال فهمي هويدي – كاتب ومفكر إسلامي مصري- إن زيارة إيران التي هي بالأساس للمشاركة في قمة عدم الانحياز، تشكل بدورها فرصة جيدة لكسر الجمود وتذويب الجليد بين البلدين لردم فجوة الشكوك والهواجس.
وأكد "هويدي" في تصريحات خاصة أن قائمة المصالح الكبيرة التي يحققها التقارب بين البلدين لا ينكرها منصف، وهي تتجاوز حدود مصر ويمكن أن تكون في صالح الأمة العربية عامة ومنطقة الخليج بوجه أخص، مضيفا "ولا أريد أن أذهب إلى أبعد من إحياء مثلث القوة الذى يضم مصر وإيران وتركيا"، مؤكدا أن زيارة الرئيس مرسي لو أنها كانت مجرد بادرة لإعلان النوايا الحسنة، فإن ذلك سيعد أمرا طيبا يستحق الترحيب والتشجيع، أملا في أن تتواصل الخطى الأخرى على ذلك الطريق الطويل المسكون بالألغام والأشواك .
فيما قال الدكتور عمرو حمزاوي – أستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية – إنه آن الآوان بعد انقطاع في العلاقات المصرية الإيرانية دام أكثر من 30 سنة الانتهاء من تلك القطيعة انطلاقا من المصلحة الوطنية المصرية، مضيفا " مصر دولة لها مصالحها في العالم العربي والشرق الأوسط وإيران لاعب أساسي في المنطقة وبالتالي القطيعة بين البلدين مسألة غير جيدة وتجاوزها أمر مهم".
وأكد "حمزاوي" في تصريح خاص أنه لابد من التواصل وإعادة بناء العلاقة مع إيران انطلاقا من المصلحة الوطنية، معقبا "نحن الآن دولة تتحول ديمقراطيا ولها مصلحة في حل القضية الفلسطينية ولها مصالح حيوية مع دول الخليج العربي كل هذه الأمور لابد أن تأخذ بعين الاعتبار".