تعتبر مصر من أكثر دول العالم التي تعاني من داء فيروس الالتهاب الكبدي C، حيث تحتل مصر المركز الثاني في العالم بعد دولة مالي من حيث الإصابة به، كما تصل نسبة انتشار المرض القاتل في مصر من 10% الي 12% والأكثر بين البسطاء، وفي نفس الوقت تأتى تكلفة العلاج عالية، حيث يصل سعر الحقنة إلى 1200 جنيه، ويحتاج المريض إلى 24-48 حقنة ،مما يجعله يشكل عبأ كبير على المريض .
كان لشبكة "رصد" الإخبارية هذا الحوار مع الأستاذ الدكتور محمد على صابر, المشرف على وحدة التكنولوجيا الحيوية و الهندسة الوراثية والأستاذ الدكتور إيهاب الضيع محمد -رئيس قسم الكيمياء الحيوية بمعهد تيودور بلهارس للأبحاث- اللذان كانت لهما محاولات لإنتاج علاج لهذا المرض باستخدام طرق الهندسة الوراثية الحديثة؛ لتقليل الأعباء عن المواطنين وعن الدولة التي تدعم نسبة كبيرة من المرضى.
ما هي أسباب انتشار مرض فيروس C بتلك الصورة المرتفعة؟ وكيف يتم اكتشافه؟
د. محمد صابر: أسباب انتشار المرض بهذا الشكل في مصر غير معروفة، ولكنى أرى أن أهم السباب انتشاره والأكثر ترجيحا هي طريقة علاج مرض البلهارسيا من خلال حقن زجاجية تعقم عن طريق الغلي في الماء ويتم إعطائها لمعظم المرضى في القرى، كما تعد الأماكن البعيدة عن الحضر الأكثر إصابة وذلك لضعف الرقابة مع الاستخدام المشترك لأدوات الحلاقة و المحاقن و نقل الدم .
كما أن فيروس C مرض قديم، ولكن تم اكتشاف حالاته بكثافة بعد توفر التحاليل له وطلبها في حالة سفر المصريين للخارج و خاصة لدول الخليج مما أدى لاكتشاف انتشار المرض .
ما نوع العلاج المستخدم لفيروس C؟
د. محمد صابر: المرض له أنواع متعددة وكل نوع يختلف عن الأخر وهم فيروس A و B، وتوجد لهم تطعيمات، ولكن فيروس C حتى الآن لا توجد له أي تطعيمات ويستخدم لعلاجه الانترفيرون الفا طويل المفعول بمعدل حقنة أسبوعيا وثمنها 1200 جنية وهو خاص بشركتين لهم حق احتكاره، كما توجد أقراص مساعدة مضادة للفيروسات. وكان يوجد لعلاجه انترفيرون قصير المفعول ولكن أصبح لا يوجد طلب عليه لأنه يستخدم ثلاث مرات أسبوعيا ونسبة الاستجابة له ضعيفة والآثار الجانبية كثيرة.
هل هناك محاولات لإنتاج علاج اقل تكلفة؟
د. محمد صابر: بالفعل تم تحقيق خطوات كبيرة من خلال مشروعان تم فيها دعم قسم الكيمياء الحيوية من الإستراتيجية القومية للهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية التابع لأكاديمية البحث العلمي وصندوق العلوم والتنمية التكنولوجية التابع لوزارة البحث العلمي لإنتاج الانترفيرون ألفا والأنترفيرون ألفا طويل المفعول بمواصفات دولية قياسية صناعية و صيدلية يمر بثلاث مراحل أولا مرحلة بحوث تطوير إنتاج الانترفيرون قصير المفعول على المستوى المعملي ثم بحوث تطوير إنتاجه على المستوى النصف صناعي وصولا إلى بحوث تطوير إنتاج الانترفيرون طويل المفعول.
ما أخر التطورات التي وصل إليها المشروعان؟
د. إيهاب الضبع: لقد تم لانتهاء من المرحلة الأولى بنجاح حيث ثم أنتاج بكتريا مهندسة وراثيا قادرة على إنتاج الانترفيرون ألفا البشري بكميات ذات جدوى اقتصادية عالية على المستوى المعملي.
ونظرا لاختلاف ألأجهزة و المعدات المستخدمة للإنتاج الصناعي لهذه الأدوية عن المستخدمة على المستوى المعملي فلقد تم العمل بالمرحلة الثانية و جارى الانتهاء من بحوث تطوير إنتاج الانترفيرون قصير المفعول على المستوى النصف صناعي مستخدمين أجهزة و أدوات و أنظمة الصناعة، وخلال بضع شهور سوف يتم البدء في المرحلة الأخيرة و هي بحوث تطوير إنتاج الانترفيرون طويل المفعول.
كيف سيتم تسويق المنتج وما هي الشركات التي قد يكون لها حق أنتاجه؟
د. إيهاب الضبع: سيدعم صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية التابع لوزارة البحث العلمي بحوث تطوير الإنتاج ،ولديه خطط بخصوص تسويق بروتوكول الإنتاج الذي سيتم التوصل إليه وغالبا ما سيتم أنتاج الانترفيرون من خلال إحدى شركات الأدوية المصرية ليتم أنتاج الانترفيرون قصير المفعول خلال سنة يتم فيها إرساء معايير واختبارات ضبط الجودة لطريقة الإنتاج و المنتج و الاختبارات المؤهلة و عمل التعاقد و أخذ الموافقات و الاعتمادات الضرورية لنزول الدواء للسوق. و فى حالة إتمام الجزء الأخير من الأبحاث بنفس النجاح فإنه بإذن الله سوف يستغرق سنة أخرى للبدء في إنتاج الانترفيرون طويل المفعول.
ما حجم الفائدة التي ستجنى من وراء المشروعان؟
د. محمد صابر ود. أيهاب الضبع: الفائدة الأعظم والأبعد مدى لما تم انجازه هى تأسيس مركز متخصص في بحوث و تطوير صناعة هذه المركبات الدوائية به إمكانات و خبرات متميزة قادرة على تطوير إنتاج بروتينات علاجية أخرى مهمة قوميا بالتعاون مع مؤسسات صناعة الدواء المصرية وهو ما يعتبر حاجة قومية ماسة لتطوير صناعة الدواء المصرية و لامتلاكنا لكيفية تصنيع دواءنا بعيدا عن تحكم السياسة و الأسواق العالمية و لجعل هذه الأدوية الباهظة الثمن في متناول المواطن البسيط0