أكدت اللجنة الدولية المستقلة التي تتولى التحقيق في الانتهاكات المرتكبة في سوريا بتكليف من الأمم المتحدة أن القوات الحكومية والمليشيات الموالية لها التي تعرف بمجوعات "الشبيحة" قامت بارتكاب جرائم ضد الإنسانية منها القتل والتعذيب بالإضافة إلى جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.
وأضاف تقرير اللجنة الأخير عن وضع حقوق الإنسان في سوريا أن تلك الانتهاكات لم تكن فردية بل "ارتكبت عملا بسياسة دولة وتدل على تورط لأعلى المستويات في القوات المسلحة وقوات الأمن والحكومة".
وذكرت شبكة CNN العربية إن التقرير شمل تحديثا لنتائج لجنة التحقيق حول أحداث "الحولة" المرتكبة في الخامس والعشرين من مايو الماضي، وخلص التقرير إلى أن القوات الحكومية والمقاتلين من الشبيحة يتحملان مسؤولية عمليات القتل التي أودت بحياة أكثر من 100 مدني نصفهم تقريبا من الأطفال.
كما تشير اللجنة، المشكلة من قبل مجلس حقوق الإنسان، إلى ارتكاب جرائم حرب منها القتل العمد والتعذيب من قبل الجيش السوري الحر للحكومة، غير أن هذه الانتهاكات والتجاوزات "لا توازي في خطورتها وانتشارها ووتيرة وقوعها الانتهاكات المرتكبة من قبل القوات الحكومية والشبيحة."
ولاحظت اللجنة تدهور الوضع في البلاد بشكل ملحوظ منذ الخامس عشر من فبراير مع انتشار العنف المسلح إلى مناطق جديدة واحتدام الأعمال العدائية.
وأوردت في تقريرها استخدام كلا طرفي النزاع لتكتيكات أكثر وحشية وقدرات عسكرية جديدة خلال الأشهر الأخيرة.
وذكرت اللجنة أن عدم تمكنها من الوصول إلى البلاد أعاق بشكل كبير قدرتها على إنجاز ولايتها، وعلى الرغم من ذلك واصلت اللجنة نشر أفرادها في المنطقة لجمع الشهادات المباشرة ممن غادروا البلاد، وقد قامت لجنة التحقيق بإجراء نحو 700 مقابلة منذ فبراير.
وأكدت لجنة التحقيق الدولية، في تقريرها، على أن توافق الآراء على الصعيد الدولي هو أمر ضروري من أجل إنهاء العنف في سوريا وبناء الطريق نحو عملية تحول سياسية تعبر عن التطلعات المشروعة لجميع شرائح المجتمع السوري بما في ذلك الأقليات العرقية والدينية.
وبالتزامن مع هذه التطورات، أعلن ممثل فرنسا في مجلس الأمن، السفير جيرارد أرود، الذي يرأس مجلس الأمن لشهر أغسطس الجاري، أنه لم يلاحظ وجود دعم لاستمرار عمل بعثة المراقبة الدولية في سوريا، والتي تنتهي ولايتها في 19 من الشهر الجاري.
وأضاف أرود أن النقاش يجري حاليا حول احتفاظ الأمم المتحدة بنوع من الحضور داخل العاصمة السورية، دمشق.
كما أشار السفير الفرنسي إلى أن القرار حول هوية المبعوث الدولي الجديد إلى سوريا خلفا لكوفي عنان لم يُتخذ بعد.