قال مصدر مطلع إن الدبلوماسي الأخضر الإبراهيمي ليس مستعدًا للمضي بنفس الأسلوب الذي تبناه كوفي عنان -المبعوث الدولي في سوريا- وإنه ما زال يبحث ما إذا كان سيتولى ما تصفه فرنسا "بالمهمة المستحيلة".
وطلبت الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية أن يحل الإبراهيمي محل عنان كوسيط في سوريا في نهاية الشهر لكن دبلوماسيين يقولون إن الإبراهيمي لديه تحفظات ويريد "دعمًا قويًا" من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المنقسم حول الأزمة السورية.
وقال جيرار ارو -سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن- "إنها مهمة مستحيلة لذلك أتفهم تردد الناس في قبولها."
وكان عنان قد أكد تنحيه بعد ستة أشهر قضاها كوسيط دولي بسبب إعاقة مجلس الأمن له بعد أن أصبح منقسمًا.
واستخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد ثلاث قرارات مدعومة من الدول الغربية تنتقد وتهدد بفرض عقوبات على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
ولم يتضح على الفور القصد من "الدعم القوي" الذي يريده الإبراهيمي من مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا، حيث وقال عدد من الدبلوماسيين في مجلس الأمن إنه لم يقدم أي طلبات محددة فيما يتعلق بشكل الدعم الذي يريده.
اتفاق ودعم
وقال مصدر مقرب من الوضع امس (الأربعاء) إن الإبراهيمي يريد اتفاقا بين الدول الدائمة العضوية في المجلس وهي الصين وروسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا حول سوريا لكن دبلوماسيين في مجلس الأمن قالوا إن مثل هذا الاتفاق غير مرجح بصورة كبيرة.
وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه لرويترز مشيرا للإبراهيمي "يريد منه كثيرون ان يخلف عنان وان يمضي قدما وإما ان يتبع نفس الأسلوب الفاشل أو ان يخترع شيئا غير معتاد."
وأضاف: "رغم أنه يتعرض لضغوط من كل الجوانب للقبول.. فإنه لم يقبل بعد إلى حين تحقق عدد من الشروط الأساسية وشروطه هي الحد الأدنى الممكن حتى تستمر هذه المهمة."
وقال مصدر في جامعة الدول العربية طلب عدم نشر اسمه إن الإبراهيمي يعتقد أن عنان فشل لأنه افتقر إلى الدعم "الحيوي" من مجلس الأمن، لكنه أضاف "ليس واضحا بالنسبة لنا ما الذي يريده الإبراهيمي بالتحديد." وكرر دبلوماسي آخر في نيويورك نفس الرأي قائلا إن مطالب الإبراهيمي "مبهمة".
وقال مبعوثون إن من المرشحين الآخرين للقيام بدور عنان الاسباني خافيير سولانا المسؤول السابق عن السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي ووزير الخارجية الاسباني السابق ميجيل انخيل موراتينوس ووزير الخارجية الأردني السابق عبد الإله الخطيب والدبلوماسي الإيطالي السويدي ستافان دي ميستورا.
ولم تصمد خطة عنان والتي تهدف إلى إنهاء الصراع في سوريا المستمر منذ 17 شهرا وتدعو لإنهاء العنف وبدء عملية سياسية تقودها سوريا وتقديم المساعدات والإفراج عن الأشخاص الذين تم احتجازهم تعسفيا وحرية الحركة للصحفيين وحرية الاحتجاج السلمي وذلك رغم التزام الجانبين بالخطة علنا.
فشل المراقبين
ويقول دبلوماسيون إن الولايات المتحدة التي كثفت الدعم غير القتالي لمقاتلي المعارضة السورية لا ترى جدوى من ان يحل شخص آخر محل عنان نظرا لمعارضة روسيا الشديدة للعقوبات. كما يقول دبلوماسيون إن قطر والمملكة العربية السعودية تسلحان مقاتلي المعارضة ولم تبديا دعما كبيرا لخطة عنان.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون اليوم الخميس إن أكثر من 18 ألف شخص قتلوا خلال الثورة في سوريا والذي بدأ في مارس اذار عام 2011 بعد قمع الحكومة للمحتجين السلميين المطالبين بالديمقراطية.
وقال بان في مؤتمر صحفي أثناء زيارته تيمور الشرقية "الشعب السوري عانى كثيرا لفترة طويلة. لا يمكننا ان نستمر بهذه الطريقة. على المجتمع الدولي أن يشعر بالمسؤولية المشتركة في هذا الوضع."
ومن المقرر إطلاع مجلس الأمن الدولي على الوضع في سوريا اليوم.
ومن المتوقع أن يسمح المجلس بانتهاء تفويض بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا يوم الأحد لأن العنف لم يتراجع بشكل كاف حتى تعمل البعثة بشكل سليم. ودعت روسيا إلى بقاء المراقبين لكن الولايات المتحدة أبدت معارضتها بوضوح.
وعلق مراقبو البعثة الذين كانوا موجودين في سوريا في بادئ الأمر وعددهم 300 مراقب أعزل -كانت مهمتهم هي مراقبة وقف لإطلاق النار كان من المفترض أن يبدأ سريانه في 12 ابريل نيسان- نشاطهم في 16 يونيو حزيران بسبب الخطر المتزايد من العنف المتصاعد. كما أن هناك أكثر من 70 مدنيا يعكفون على الحل السياسي ومراقبة انتهاكات حقوق الإنسان.
ويقول دبلوماسيون في الأمم المتحدة إنه إذا سمح بانتهاء مهمة المراقبين فلن يحتاج بان إلى قرار جديد من مجلس الأمن المنقسم للإبقاء على الافراد المدنيين في سوريا