قفزت سوق الأسهم المصرية 37 بالمئة منذ بداية 2012 مسجلة أكبر زيادة بين بورصات العالم لكن أكبر مديري الصناديق الأمريكيين المهتمين بالمنطقة مازالوا يخشون حدوث مزيد من الاضطرابات السياسية وتراجع العملة في أكثر البلاد العربية سكانا.
وفقد المؤشر الرئيسي .EGX30نحو نصف قيمته العام الماضي بعد ثورة الخامس والعشرين من ينايرو تولى المجلس العسكري زمام الأمور. وانتعشت السوق هذا العام إذ عمد المستثمرون لاقتناص الأسهم المتراجعة لشركات مثل أوراسكوم للانشاء والصناعة والمصرية لخدمات التليفون المحمول (موبينيل).
لكن عددا من مديري الصناديق الذين يتابعون أخبار مصر عن كثب قالوا في مقابلات في الآونة الأخيرة إن مخاطر كبيرة مازالت قائمة بسبب الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد. وتكافح الاحزاب السياسية المنقسمة في مصر للاتفاق على دستور جديد للبلاد مع تفاقم التوترات قبل شهرين فقط من الانتخابات الرئاسية.
ويشكل الجنيه أحد أبرز المخاطر إذ قال كثير من مديري الصناديق إن قيمته قد تتراجع رغم دعم الحكومة القوي له.
وقلص المستثمر الشهير مارك موبيوس الذي يركز على الاسواق الناشئة حيازاته في مصر قليلا في الربع الأخير من 2011 في صندوق تمبلتون للأسواق المبتدئة. ونما الصندوق 14.05 بالمئة هذا العام.
وقال موبيوس إنه على الرغم من تفاؤله بشأن آفاق مصر على المدى البعيد فإن تفاقم الصراعات السياسية قد يضر بأسعار الأسهم على المدى القصير.
وأضاف ان "الاتجاه إلى التحرر السياسي سيكون له تأثير ايجابي على سوق الأسهم والأسواق بصفة عامة… بالطبع على المدى القريب سيكون هناك اضطراب وعدم تيقن لكن في النهاية سيكون التأثير ايجابيا على الأسواق."
وتحظى مصر باهتمام كبير بفضل تعدادها السكاني البالغ نحو 80 مليون نسمة واقتصادها المحلي الكبير. واحتل الناتج المحلي الاجمالي المصري البالغ 515 مليار دولار العام الماضي المركز الثاني على المستوى العربي بعد السعودية الغنية بالنفط.
ووفقا لشركة ام.اس.سي.آي للمؤشرات فإن مكاسب البورصة المصرية التي بلغت 37 بالمئة حتى 26 مارس كانت أعلى مكاسب لأي بورصة في العالم تليها كازاخستان بصعودها 32 بالمئة ثم فيتنام التي ارتفعت 29 بالمئة والمجر التي زادت 28 بالمئة.
وكان صندوق تمبلتون للأسواق المبتدئة الذي يعمل به موبيوس يمتلك نحو 1.79 مليون شهادة إيداع عالمية في أوراسكوم تليكوم القابضة وبنهاية ديسمبر انخفضت الي 1.95 مليون في نهاية سبتمبر وفقا لبيانات الصندوق. ولم تتغير حيازات الصندوق الكبيرة الأخرى ومن بينها حصص في الشركة المصرية الدولية للصناعات الدوائية والاسكندرية للزيوت المعدنية.
وبنهاية ديسمبر كان الصندوق يستثمر في مصر 6.2 بالمئة من أصوله انخفاضا من 6.3 بالمئة قبل ثلاثة أشهر. ورفض موبيوس مناقشة أي حيازات بعينها.
لكن ليس كل مديري صناديق الأسواق المبتدئة قلقين بشأن مصر حيث يستثمر لاري سيروما من نايل كابيتال مانجمنت التي مقرها نيويورك وتركز على الشركات الافريقية نحو عشرة بالمئة من صندوق نايل بان افريكا في الأسهم المصرية ارتفاعا من خمسة بالمئة قبل ستة أشهر.
وجنى سيروما بعض الأرباح من أسهم اوراسكوم للانشاء والصناعة بعد صعودها في الآونة الأخيرة لكنه مازال مؤمنا بفرص الشركة.وقال "أعتقد أن القصة الكبيرة هي أن الأسهم كانت قد هبطت بشدة. كان الأمر غير معقول."
لكنه قال إنه لديه مخاوفه هو الآخر بشأن قيمة الجنيه المصري وتراجع الاحتياطي الاجنبي. وذكر أن الكثير يتوقف على نتائج الانتخابات التي قد تحدد ما إذا كانت مصر ستحصل على دعم مالي عالمي أم لا.
وقال "سيكون على الحكومة الجديدة أن تتفاوض للحصول على قرض من صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي وسيأتي القرض الجديد ببعض الشروط الصعبة. لو ان الحكومة الجديدة ليست لها علاقات ودية مع الغرب فلن يحصلوا على ذلك القرض.
رويترز