الباعة الجائلين شريحة كبيرة تنتشر في معظم شوارع وميادين مصر ودائما ما ينظر إليهم على أنهم بلطجية ولكنهم غير ذلك, والمشكلة لا تكمن في الباعة الجائلين، ولكن في السلبيات التي تنجم عنهم مثل شلل حركة المرور وتراكم القمامة وضيق الشوارع وانتشار السلع المضروبة وأعمال البلطجة وإذا انتقدهم أحد من المسئولين أو المواطنين يكون ردهم "وفروا لينا فرص عمل واحنا نبطل نبيع ولا نسرق أحسن"، وتزداد سلبيتهم في مثل هذه الأيام مع دخول عيد الفطر ويعتبرهم البعض أحد الأسباب والمعوقات الرئيسية أمام مبادرة "وطن نظيف".
مشاكل الباعة الجائلين وتأثيرهم السلبي على مبادرة وطن نظيف نتناولها في إطار السياق التالي
مطلوب أسواق للجائلين
في البداية قال محمود السوهاجي 46 عاما بائع ملابس أطفال في منطقة ميدان الجيزة يقول إن هذة مهنة تحاربها المحافظة ورؤساء الأحياء وكأنها تجارة مخدرات أو سلاح، وأضاف السوهاجي أنه يجب على المحافظ الجديد بدلا من أن يطاردنا يقوم بإنشاء أسواق تجمع هؤلاء الباعة حتى لا تترك القمامة تزداد بشكل ملاحظ ونكون عبئا على الدولة.
سبب أساسي في الضوضاء
واتفق معه سيد علي "30 عاما- بائع" قائلاً: إن معظم سكان المناطق التي نبيع فيها بضاعتنا و"ناكل فيها عيش" يشكون منا بحجة الضوضاء من شدة ارتفاع الصوت وتشغيل مكبرات الصوت والأغاني وغيرها، وعقب "علي" قائلا: لو لم نفعل ذلك ما بعنا شيء وأضاف أن الباعة الجائلين لا يمثلون عبئا على برنامج النظافة الذي وعد به الرئيس ضمن مشاريع ال100 يوم؛ حيث أنهم لا يمثلون شيء بجوار القمامة التي تلقى من المنازل على نواصي الشوارع وأكد أنه يجب على المسئولين عن النظافة مراقبة عمال النظافة؛ حيث إنهم لا يعملون بما يرضى الله و"بينظفوا شارع وعشرة لأ".
عائق أمام "وطن نظيف"
واختلف معهم صهيب عبد الله عضو اتحاد طلاب مصر وضمن حملة "وطن نظيف" قائلا: إن الجائلين هم سبب في ازمة حقيقية، والكثير من المشاكل في الشارع مثل الازدحام والمظهر العام السيء للكثير من الشوارع، ولكن ليس كل البائعين فقراء ويحتاجون للبيع في الشارع ولكن هناك من منهم يبحث عن دخل كبيرا.
وأضاف عبد الله أن هؤلاء الباعة يمثلون عائقا كبيرا على مجهود الحملة؛ حيث إنهم ازدادوا بشكل غير طبيعي وأن ما نرفعة اليوم من قمامة نجده غدا بشكل أكبر والسبب هم الباعة الجائلون.
وفي سياق ذلك؛ قال زيدان محمد "40 عاما" "عضو فى حملة وطن نظيف": إن المشكلة ليست في الباعة الجائلين وإنما المشكلة في السادة المسئولين وأطالب محافظ الجيزة بفرض غرامات على هؤلاء الباعة فى حين عدم تنظيف الأرصفة بعد البيع عليها وبهذا نكون عالجنا المشكلة بشكل جيد وأضاف زيدان أن مطاردة هؤلاء الباعة من الشرطة والأحياء فإننا نعالج الخطأ بخطأ أكبر فقبل أن نعاقبهم نوفر لهم أماكن للبيع مثل "وكالة البلح وسوق الجمعة وغيره" أما وجودهم فى المناطق السكنية وأمام محطات المترو وشوارع المرور هذا يعتبر خطأ والحل الوحيد هو فرض "الغرامة".
الأسواق الخاصة هي الحل
واتفق مع هذا الرأي عم عبد العال "بائع شنط"؛ حيث ينفي ما قاله الأول ووصفهم بأنهم ذوي أسلوب سيئ وبلطجية ويصف لنا كيف يسعى لإرضاء الزبون "احنا بنكلم الناس حلو أوي وبنقعد نقول لده وده تعالى يا باشا" وهو غير معترض أن يكون له كشك في أحد الأسواق ولكن يكون سوق في منطقة بها الكثير من السكان ومنطقة تجارية ليقبل الذهاب إلى مكان الأكشاك التي ستوفرها الدولة.
تعقيب أحد الأحياء على المشكلة
وقال المحاسب أسامة السقعان نائب رئيس حي جنوب الجيزة أنه بالفعل الدولة تسعى لتوفير أماكن لهؤلاء الباعة الجائلين للحد من انتشارهم وأضاف أنه تم جمع أسماء الباعة الجائلين وأرقام بطاقتهم من معظم الميادين مثل "ميدان الجداوي وميدان الثلاثيني وعثمان محرم وخاتم المرسلين وميدان الجيزة"، وتم إرسالهم لشرطة المرافق لإرسالهم إلى مديرية أمن الجيزة وجارٍ النظر فى هذا الشأن.
وأضاف السقعان أن المشكلة ليست في الباعة الجائلين ولكن المشكلة في المواطنين وأصحاب السيارات الذين يلقون المواد الثقيلة مثل "الركش والطوب الكسر" وهذه المواد يصعب على عمال النظافة رفعها.
واقترح السقعان أن يتوفر خط ساخن للهيئة العامة للنظافة والتجميل يتم طرحة على معظم وسائل الإعلام ويقوم المواطن الذي لديه مواد ثقيلة ومخلفات بناء وغيره بالاتصال على هذا الخط وتقوم الهيئة برفع هذا المخلفات ونقلها لأماكن بعيدة عن الطرق والمساكن وبذلك نكون حققنا هدف المائة يوم وهو أهم هدف "النظافة".