منذ اندلاع ثورة 25 يناير المباركة والمواطن المصري يتوق لحكومة حقيقية ترضي طموحاته, وتعبر عن رغباته وهمومه وأوجاعه، في الوقت الذي لم تعبر فيه الحكومات السابقة عنه، فهل تعبر حكومة قنديل بتشكيلها الوزاري الحالي عن طموحات المصريين وخاصة أن الحكومة ضمت وزراء قدامى وجدد؟، فمثلا هل توفر د. نجوى خليل المعاش والتأمين لكافة المتقاعدين عن العمل؟ وهل سيوفر رشاد المتيني وسائل المواصلات الآدمية؟ وهل سيوفر اللواء أحمد جمال الدين الأمن والتعامل الحسن من كافة رجال الشرطة رغم هجوم الكثير عليه بمجرد ذكر اسمه ضمن المرشحين للداخلية؟ وهل ستنجح هذه الوزارة أم ستصاب بالعجز مثل سابقتها؟ هذا ما نحاول الإجابة عليه في السياق التالي.
سيعملون في ظل ظروف صعبة
في البداية أكد المستشار محمد عطية -وزير التنمية المحلية السابق – أن الوزراء الحاليين سيعملون في ظل ظروف صعبة جدا, ولا يمكن تقييم هؤلاء في الوقت الحالي؛ لأن الغالبية العظمى منهم شخصيات غير معروفة للمواطن المصري, ويجب علينا الوقوف وراء هؤلاء الوزراء بدلا من انتقادهم حتى نعبر بمصر لبر الأمان في ظل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها مصر.
ويقول د. معتز عبد الفتاح -أستاذ العلوم السياسية-: إن المهمة الأكبر للرئيس وللحكومة الجديدة هي تحقيق خماسية: الأمن بلا استبداد، والتنمية بلا فساد، وكتابة دستور بلا استبعاد، وإخراج العسكر من الصراع السياسي بلا عناد، واستعادة الدور الإقليمي لمصر بلا استعداء. ومن الواضح أيضا أن هناك استبعادا للأسماء المثيرة للجدل السياسي قدر المستطاع بالتركيز على الأسماء والأشخاص الذين يبدون للرأي العام كمفاجأة أكثر منهم أسماء مألوفة, وعلينا أن نعطي الحكومة الجديدة فرصتها كاملة، بل أن ندعمها وأن نعمل تحت قيادتها؛ لأن نجاحها يعني نجاحا للجميع, والشمس حين تشرق تشرق على الجميع.
نحكم على الأفعال
أما إنجي حمدي -المتحدث الإعلامي لحركة 6 أبريل- فتقول: اختيار الحكومة لا يمثل مشكلة, ولكن كنا نتمنى ونأمل أن تكون الحكومة معبرة عن جميع أطياف القوى الوطنية ذات الكفاءة, ولكننا نجد أن الحكومة هي بعيدة تماما عن التمنيات والأماني التي كنا نحلم بها؛ لذا يجب أن يوضح د.محمد مرسي ورئيس وزرائه عن المعايير التي على أساسها اختار الوزراء, وكما أكدت أن لهم كل الحرية في اختياراتهم ولكننا في النهاية لا نحكم على الاختيارات فقط ولكننا نحكم على الأفعال؛ لأننا قبل جولة الإعادة قدمنا مع الجبهة الوطنية عدة ترشيحات للدكتور محمد مرسي -وليس إلزاما- وله كل الحق في اختياراته حتى نستطيع في النهاية محاسبة الحكومة على أدائها.
الحكومة جاءت خارج التوقعات
وترى إسراء عبد الفتاح -الناشطة السياسية- أن الحكومة صادمة تماما بالنسبة لها, وجاءت خارج التوقعات, وترى أن مرسي قد وعد وأخلف وعده؛ لأن رئيس الوزراء د. هشام قنديل شخصية ليست معروفة والوزراء لا يمثلون أي تيار سياسي سوى الحرية والعدالة وبعض المحسوبين على النظام السابق, وهذه الاختيارات أرى أنها لا تمثل ثورة يناير.
اختيار الجنزوري خطوة نحو المصالحة الوطنية
وفي تعليقه أوضح الدكتور صبحي صالح -القيادي البارز بحزب الحرية والعدالة بالأسكندرية- أن اختيارات الحكومة جاءت مخالفة لكل التوقعات وليس لدينا ولدى الدكتور مرسي أي اختلاف على اختياراته في التشكيل الوزاري, الذي يمثل فترة رئاسته, وسوف ندعمها بكل قوة رغم عدم تمثيلنا فيها بشكل كبير, وأرى أن لديها كل مقومات النجاح، شريطة أن تساعدها كافة فئات الشعب؛ لكي تنهض بالاقتصاد المصري, وتحقق أهداف الثورة, وعن اختيار الرئيس للدكتور الجنزوري مستشارا له يقول: إن هذا الاختيار هو اختيار صائب بنسبة 100%, وأول خطوات المصالحة الوطنية بين كافة طوائف الشعب المصري.