تختلف أجواء شهر رمضان الكريم في مدينة الإسكندرية عروس البحر المتوسط عن بقية محافظات مصر ففي شهر رمضان يعم الهدوء وسط أجواء روحانية جميلة، تشهد خلالها الإسكندرية أجواءً روحانية لا تعيشها المحافظة الصاخبة سوى في هذا الشهر الكريم، باعتبار الإسكندرية قبلة المصيفين من أبناء الطبقات الشعبية، هذا في الوقت الذي ظلت أزمات المياه والكهرباء كابوسا يعكر صفو تلك الأجواء .
وبين هذا وذاك تواصلت "شبكة رصد الإخبارية" مع الشارع السكندري ليستطلع حصاد "أيام الرحمة" لدي مختلف شرائحه العمرية.
روحانيات رمضان
فى البداية يرى "محمود عادل"- طالب بالمرحلة الإعدادية- أن مجيء شهر رمضان في فترة الإجازة جعله يستثمر العشر الأوائل منه بصورة مثلى، فاليوم ينقضي ما بين قراءة القرآن وزيارة الأقارب والإفطار معهم بالنهار، وصلاة جزء من التراويح ومتابعة بعض المسلسلات التلفزيونية ليلا.
الكهرباء والمياه تعكر الصفو
بينما كان لـ "محمد عاطف"- محاسب- رأي مختلف قال فيه: برغم الطابع الروحاني الجميل الذي شهدته العشر أيام الأوائل من رمضان من الانشغال عن الأجواء السياسية المشحونة بالأجواء الإيمانية المباركة، إلا أن أزمة الانقطاعات المتكررة في الكهرباء ومياه الشرب والمواصلات باتت تؤرقنا وتلهينا عن الاستمتاع ببركة وفضل الشهر الكريم.
وأضاف: ليس من المعقول أن أفطر وأسرتي على ضوء الشموع في محافظة تعد العاصمة الثانية لمصر وفي بلد بها السد العالي.
روح الجماعة
واعتبر "كريم السيد"- طالب بكلية الحقوق- أن العشر أيام الأوائل من رمضان بمثابة مولد جديد له بفضل مداومته لأول مرة على أعمال لم يعتد الحفاظ عليها في السنوات السابقة؛ حيث يقضيها نهارا في قراءة الورد اليومي له من القرآن والمشاركة في بعض المحاضرات الإيمانية التي تنظم في المساجد عصرا بينما يتناول الإفطار في البيت وسط أسرته، ويتواعد ليلا مع أصدقائه للذهاب سويا لصلاة التراويح في مسجد القائد إبراهيم، ثم يتناول السحور مع أصدقائه ليتوجه معهم أيضا بعدها لصلاة الفجر.
وأشار أنه من مكاسب العشر الأوائل في رمضان هذا العام هو متابعة الورد اليومي بشكل منتظم والحفاظ على صلوات الجماعة في المساجد، متمنيا الاستمرار على تلك الوتيرة لباقي الشهر ومن ثم بعد رمضان أيضا.
بعد أن انقضت أيام الرحمة سريعا أقبلت أيام المغفرة تجدد الفرصة لمن لم يلحق بركب رمضان بعد، فهل ستنتهي مشكلات المواطن السكندري ليتفرغ لاغتنام مثل تلك الأيام المباركة؟
سؤال طرحته الأيام العشر السابقة لتترك الإجابة عليه للأيام العشر اللاحقة .