ترجمة: صفاء مسعود
المرشحان للرئاسة الأمريكية الرئيس الحالي باراك أوباما والمرشح الجمهوري ميت رومني لا يتنافسان فقط على الفوز بمنصب الرئاسة وإنما يتباريان على إرضاء إسرائيل وبالتالي إرضاء يهود الولايات المتحدة حيث يبلغ عدد المقترعين 6 ملايين يهودي وبنسبة تصل إلى 90% في إطار الحرص على العملية السياسية داخل الولايات المتحدة لتكون هذه المشاركة رقما هاما ومهولا في المعادلة الأمريكية.
الرئيس الأمريكي أصدر قرارا بدعم أمن إسرائيل وبشكل غير مسبوق وكلمة دعم تعني تعظيم قدرة إسرائيل ليس من أجل الدفاع عن نفسها فقط وإنما من أجل تبني خيارات إستراتيجية هجومية ضد الآخرين.
على ضوء دروس وتجارب الماضي فكلما كانت الولايات المتحدة تعمل على ضمان التفوق العسكري الإسرائيلي عن طريق ضخ المزيد من شحنات الأسلحة كان يعقبها عمل عسكري هجومي إسرائيلي كما حدث في عام 1967 وفي لبنان عامي 1982 و2006 وفي قطاع غزة أواخر عام 2008.
الالتزام الجديد يتضمن تقديم كميات من الأسلحة غير مسبوقة من حيث النوعية:
طائرات الشبح F35.
تمويل شراء الغواصة الألمانية الرابعة التي تعمل بالطاقة النووية.
تمويل مشروع القبة الفولاذية المضادة للصواريخ.
تقديم قنابل خارقة للأعماق من الطراز الحديث GBU-57 والقادرة على اختراق التحصينات بعمق 60متر.
أما المرشح الجمهوري الذي وصل إلى إسرائيل يوم السبت 28 تموز ليلا وبدأ في محادثات مع القيادة السياسية والأمنية الإسرائيلية شملت رئيس الوزراء ووزير الخارجية ووزير الدفاع ورئيس الدولة بالإضافة إلى قيادات عسكرية.
المرشح الجمهوري لم يتعهد فقط بضمان التفوق العسكري الإسرائيلي على جميع الدول العربية والالتزام بحماية أمنها حتى بالتدخل المباشر وإنما تعهد وخاصة خلال لقائه مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك بأنه إذا فاز في انتخابات الرئاسة فإنه لن يترك إسرائيل بمفردها تتحرك لتدمير البرنامج النووي الإيراني بل ستكون الولايات المتحدة في المقدمة وفي الطليعة.
خلال لقائه مع وزير الدفاع إيهود باراك وبناء على تقرير من إعداد أحد المقربين جدا من مكتب باراك وما يدور في هذا المكتب وما يجري تداوله فإن المرشح الجمهوري رومني أبلغ وزير الدفاع بشكل قاطع أن الولايات المتحدة لن تعطي الضوء الأخضر لإسرائيل لكي تبادر إلى مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية والقضاء على التهديد الوجودي لإسرائيل وإنما ستشارك في هذا العمل لأن تدمير البرنامج النووي الإيراني وتحييده قدرات إيران الشاملة هو مصلحة أمريكية إسرائيلية مشتركة ولا فصل بين المصلحتين.
رومني تعهد لوزير الدفاع الإسرائيلي بأن تبادر الولايات المتحدة في عهده كرئيس للولايات المتحدة إلى التحضير للمعركة الحاسمة ضد إيران.
هذه التحضيرات كما أفصح عنها تشمل الآتي:
أن الولايات المتحدة ستعمل بكل ما أوتيت من قوة على تقويض ما أسماه بمحور طهران دمشق حزب الله وستدعم إسرائيل في أي عمل تقوم به ضد حزب الله وضد سوريا إذا لم تشهد تغييرا خلال الأشهر القادمة وستدعم إسرائيل في معركتها الرئيسية ضد إيران.
تعهد بالعمل على تصعيد التدخل الأمريكي في الحرب داخل سوريا وليس فقط دعم حركات المعارضة التي تقاتل الرئيس السوري بل التدخل المباشر انطلاقا من تركيا ومن الأردن ومن لبنان وكذلك من إسرائيل ووعد بتقديم منظومات أسلحة مضادة للسلاح الموجود لدى سوريا سواء الصواريخ الباليستية أو الصواريخ المضادة للجو أو المضادة للبحر وأن الأسطول السادس سيوضع تحت تصرف حماية الأمن الإسرائيلي إضافة إلى الوجود العسكري الأمريكي في تركيا وخاصة الطائرات المقاتلة ومن دول أخرى تحيط بسوريا.
قدم تعهدا بأن تشارك الولايات المتحدة وبكل الوسائل من أجل انتزاع سلاح التهديد الموجود بيد حزب الله وهي الصواريخ إما بتحييدها عن طريق هجوم أمريكي شامل على مستودعات هذه الصواريخ والاستعانة بأصدقاء الولايات المتحدة في لبنان والذين وصفهم بأنهم حلفاء أوفياء وأنهم ينتظرون ضوءا أخضرا من الولايات المتحدة للانقضاض على حزب الله والتفرد به نظرا لأن سوريا لا تستطيع أن تقدم أي إسناد له في ظروف الأزمة التي تعيشها، كما أن إيران لا تستطيع أن تعظم من القدرات اللوجيستية لحزب الله والتسليحية نظرا لانسداد الطرق التي يمكن عبرها إيصال هذه الأسلحة بعد أن أصبحت الساحة السورية تشهد صراعا مستميتا وكذلك ما تخضع له من حصار.
تعهد بأن حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة وخاصة دول الخليج وتركيا إلى حد معين سيصطفون في خندق الهجوم على إيران والذي ستصطف فيه إضافة إلى الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية وخاصة بريطانيا وفرنسا كلا من الأردن وتركيا، وزعم أنه سيمارس الضغط على مصر وعلى الأخص المجلس العسكري الضامن للشراكة الإستراتيجية الأمريكية المصرية من أجل أن لا يغيب عن هذا الاصطفاف لأن الرئيس المصري السابق كان يعد نفسه ويعد مصر لكي تكون على رأس الدول العربية التي ستشارك في الهجوم على إيران.
ويصف الباحث في الشؤون السياسية و الإستراتيجية الأمريكية الدكتور سهيل أبو نوارة هذا الموقف من جانب الرئيس الأمريكي ومنافسه رومني بأنه لا ينطوي على مفاجآت أو على مستجدات، فجميع الرؤساء الأمريكان منذ جونسون وحتى أوباما تبنوا هذه المواقف وتباروا فيما بينهم على تقديم الدعم وبسخاء مفرط.