سادت أصداء متباينة إزاء ما تداولته بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى عن الإفراج الصحى عن الرئيس السابق مبارك؛ وذلك لأنه تخطى سن الستون عاما، وذلك بعد الحكم الذى صدر عليه بالسجن المؤبد فى قضية قتل المتظاهرين إبان أحداث ثورة 25 يناير، فيما عمت مشاعر غاضبة بين أسر الشهداء.
وكانت المحكمة قد قضت بانقضاء الدعوى الجنائية ضد مبارك ونجليه علاء وجمال والمتهم الهارب حسين سالم فيما نسب إليهم من تهم استغلال نفوذ وتقديم عطية وقبولها وذلك بانقضاء المدة المسقطة للدعوى الجنائية وفقا للقانون.
حيث علق المستشار رفعت السيد رئيس محكمة استئناف القاهرة الأسبق على ما ذكر حول الإفراج الصحى للرئيس المخلوع حسنى مبارك قائلا: "الإفراج يتم إذا كان علاج المريض غير متوافر فى السجون أو المستشفيات العامة وفى هذه الحالة تصدر النيابة العامة قرارا بالإفراج عن السجين فى مستشفى عام أو خاص على نفقته هو، ثم يعود مرة أخرى لتنفيذ العقوبة بعد تماثله للشفاء.
أما عن ما يخص العفو الصحى أوضح المستشار رفعت أنه من سلطات رئيس الجمهورية وفقا للدستور الذى يمكنه من إصدار قرار بالعفو التام عن العقوبة أو استبدالها بعقوبة أخف, وفى هذه الحالة لا يجوز إعادة تنفيذ العقوبة مرة أخري.
وأشار المستشار إلى أن وجود حالة قانونية أخرى هى العفو عن الجريمة التى أسقطها القانون وهو ما سينطبق على مشروع القانون الذى كان سيصدره مجلس الشعب بالعفو السياسى عن المسجونين فى قضايا سياسية خلال السنوات الماضية.
وأكد رفعت أنه من الأفضل أن يتم الإفراج عن مبارك صحيا عن طريق النيابة وليس بالعفو إذا كانت حالته متردية جدا وتكاليف علاجه مرتفعة حتى يتحمل نفقات علاجه بنفسه.
من جانبه صرح المستشار أحمد مدحت المراغى – الرئيس الأسبق لمحكمة النقض ومجلس القضاء الأعلى – أن الإفراج الصحى للظروف المرضية المزمنة والطارئة وخاصة لمتقدمى السن نظام مأخوذ به فى جميع دول العالم للاعتبارات الإنسانية ويقدر هذا الأمر لجان طبية متخصصة وتشكل على أعلى مستوى ومحايدة وتقدر الضرورة بقدرها كمرضى السرطان والأمراض غير المأمول الشفاء منها كأمراض الدم".
وعلى الجانب الآخر جاء تعليق فريد الديب – محامى الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك – الذى أكد فيه على عدم صدور العفو الصحى عن مبارك، وذلك فى تعليقه على التقارير الصحفية التى رجحت صدور قرار العفو عن مبارك وعن عدد من كبار المسئولين السابقين من المتقدمين فى السن.
وقال الديب فى تصريحات صحفية لصحف أجنبية اليوم الاثنين: إنه كان فى زيارة خاصة للرئيس السابق بمحبسه بسجن المزرعة بطرة، أنه لم يسمع بخبر العفو الصحى عن مبارك ولا يعرف عنه شيئا.
وتمت الزيارة الأحد بغرفة العناية الفائقة، داخل مستشفى السجن بناءً على موافقة من النائب العام، المستشار عبد المجيد محمود. وناقش الديب مع مبارك التطورات القضائية فى قضية قتل المتظاهرين، وإجراءات النقض، والدفوع التى سيقدمها المحامى لمحكمة النقض.
وكانت بعض التقارير الصحفية التى صدرت الأحد توقعت الإفراج عن مبارك (85 عاما) الذى يقضى عقوبة الحبس المؤبد فى قضية قتل المتظاهرين، ضمن عفو يشمل السجناء الذين تخطوا سن الستين ويعانون من أمراض مزمنة أو أمراض الشيخوخة.
حيث ذكرت التقارير أن شروط العفو لن تسمح لنجلى الرئيس السابق، جمال وعلاء، بالاستفادة منه لصغر سنهم.