شخصيات ورموز سطرت تاريخا مشرقا، قدمت عصارة فكرها،لكنها توارت عن الأضواء، وإن كانت وسائل الإعلام المختلفة قد غضت الطرف عن قامات فكرية ورموز وطنية، يحاول كتاب "أعلام أهملهم الإعلام" الصادر حديثًا عن سلسلة اقرأ الشهرية لدار المعارف تقديم إطلالة ونبذة عنهم.
يذكر الكتاب بين دفتيه سيرة مختصرة لأكثر من 11 مفكرا وعالما وأديب؛ هم د. مصطفة الشكعة صاحب الكتاب الشهير "إسلام بلا مذاهب"، ود. فؤاد زكريا صاحب ثنائية المزج بين العلم والفلسفة، وأحمد أمين مؤرخ الحضارة الإسلامية، والإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت شيخ الجامع الأزهر الأسبق.
ثم يتطرق فى الفصل الخامس الذي يحمل عنوان "أدباء تحت قبة البرلمان إلى العقاد ومحمد حسين هيكل، وفكري أباظة، ويعود ليتحدث عن الإمام محمد عبده، ود. محمد البهي، والشاعر زكي مبارك، والشاعر محمد رجب البيومي، والمثقف علي أدهم والشاعر والطبيب أحمد زكي أبو شادي ويختتم حديثه بورقات عن الناقد الذي رحل عن عالمنا مؤخرًا وهو رجاء النقاش.
"ليست الدعوة إلى تقريب المذاهب الإسلامية دعوة إلى إبقاء مذهب على حساب الآخر ولكنها دعوة إلى تنقية المذاهب من الشوائب التي أثارتها العصبيات والنعرات …إن كتاب إسلام بلا مذاهب هو محاولة من تلكم المحاولات التي اضطلع بها المصلحون أخيرًا للم الشعث وتأليف القلوب وتوحيد الصف". هكذا عقب الشيخ محمود شلتوت رحمه الله على كتاب إسلام بلا مذاهب أشهر مؤلفات د. مصطفى الشكعة ذلك الأديب والمفكر الإسلامي الكبير.
وعن فؤاد ذكريا؛ يذكر لنا المؤلف د. محمد فتحي فرج أهم محطاته وهي كتاب "التفكير العلمي" الذي طبع منه عدة طبعات في فترة وجيزة، وكان يدعو فيه إلى أن ضبط السلوك، بحيث يتسق الفكر مع السلوك، ملقيا اللوم على المتعلمين الذين يقفون طوال يومهم في المعامل ثم تراهم يؤمنون خارجها بالخرافات وخوارق الأشياء.
ثم يسلسل المؤلف عرضه لباقي الشخصيات مركزا على أبرز المواقف والملامح التى تميزت بها شخصياتهم وحياتهم، والكتاب رغم صغر حجمه إلا أنه مليء بالمعلومات والمحطات الهامة لكل شخصية وقد نجح في رسم صورة ذهنية لكل علم من هؤلاء الأعلام، حالفه التوفيق وصنعة الإيجاز في الحديث عن عدد كبير منهم لكنه لم يحالفه في الحديث عن البعض، ويمكن القول إن الكتاب انطلاقة تدفع القارئ لقراءات أخرى أكثرا عمقا عن هذه الشخصيات.
