قال موقع “المونيتور” الأميركي، إن الرئيس دونالد ترامب هاتف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يوم 10 مارس الجاري، داعيًا إلى دفع حل الدولتين على أساس حدود 1967 نحو الأمام، بينما وعد ترامب بتعزيز محادثات السلام من أجل التوصل إلى اتفاق إقليمي، ودعا الرئيس الفلسطيني لوضع حد للتحريض على العنف.
ودعا ترامب الرئيس عباس لزيارة البيت الأبيض، وكان هذا بلا شك بادرة تهدف إلى الوصول لآذان القادة العرب المعتدلين للانضمام إلى التحالف ضد تنظيم الدولة، بحسب تقرير الموقع، فيما بعث الرئيس الأميركي الأسبوع الماضي جيسون غرينبلات إلى تل أبيب ورام الله لدراسة مواقف الطرفين من أجل التوصل إلى إطار إقليمي لعملية السلام.
وأضاف الموقع الأميركي، في تقرير ترجمته “وطن”، أنه وفقا لمصدر رفيع مقرب من الرئيس الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية فإن “عباس” يشعر بأن الدول العربية قد خانته في أشد أوقات الحاجة إليها، من خلال دعم منافسه محمد دحلان الذي كان يرأس جهاز الأمن الوقائي في عهد زعيم منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات، لكنه جرى طرد دحلان من حركة فتح في السنوات الأخيرة وعمل على تأسيس السلطة السياسية والمالية في منطقة الخليج.
ولفت “المونيتور” إلى أن “دحلان” يتمتع بدعم كبير من عبد الفتاح السيسي، ومن المعروف جيدا أن الخلاف بين القاهرة والقيادة الفلسطينية جاء بسبب موقف الأولى من دحلان، وهذا هو السبب في أنه خلال 27 فبراير تم منع دخول جبريل الرجوب أحد المقربين من عباس إلى القاهرة، كما أنه وفقا لمصدر أمني فإن دحلان ينفي شائعات أنه يسعى لتولي السلطة الفلسطينية، ووفقا للمصدر، فإن دحلان يريد أن يكون مؤثرا فقط في مستقبل فلسطين.
واعتبر الموقع أن “دحلان” يعلم مدى أهمية دعم النضال الفلسطيني بين الدول العربية، وهو يريد زيادة نفوذه في الضفة الغربية وقطاع غزة، عبر تقديم المشورة والمساعدة المالية من الدول العربية، لكن جميع محاولات التصالح مع الرئيس محمود عباس قد فشلت، كما أن هدف دحلان الرئيسي وضع حد للاحتلال الإسرائيلي.
وأشار “المونيتور” إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرى أن “دحلان” يرغب في التفاوض مع وزير الجيش أفيغدور ليبرمان، خاصة وأنهما يعرفان بعضهما البعض منذ سنوات عديدة، وكلاهما يتكلم بنفس لغة القوة، ووفقا لمسؤول في حركة فتح رفض الكشف عن هويته، فإن دحلان على استعداد للحديث عن الأمر من منطلق براغماتي واضح مع وزير الجيش الإسرائيلي، وربما الجلوس معه على طاولة المفاوضات باقتناع تام ببرنامج تبادل الأراضي والسكان وكذلك على أساس مبادرة السلام العربية المطروحة عام 2002.
وأضاف “المصدر” أن بعض عناصر خطة “ليبرمان” يمكن أن تكون بمثابة حل الدولتين، كما أنه وفقا لتفسير “دحلان” فإن عملية حل الدولتين ستشمل تبادل الأراضي الذي من شأنه أن يسمح بقيام دولة فلسطين التي ستشمل أيضا مناطق 1967، كما أن دحلان يقدر جيدا أن تبادل الأراضي يعزز تماسك المجتمع الفلسطيني؛ كما يضمن انتقال القدس الشرقية وكامل الشعب الفلسطيني إلى السيادة الفلسطينية.
واختتم “المونيتور” التقرير بالقول أنه ليس هناك شك في أن “دحلان” سوف ينظر في هذه العناصر كأساس وحيد للمفاوضات، جنبا إلى جنب مع جميع البنود الواردة في مبادرة السلام العربية، ولكن أمام “ليبرمان” فإن “دحلان” قد يكون مستعدا للتفاوض مع زعيم اليمين الإسرائيلي. كما أنه بالنظر إلى الوضع المتفجر بين السلطة الفلسطينية ومصر في ظل اعتماد القاهرة مؤخرا نهجا أكثر اعتدالا تجاه حماس، فإن تفاوض دحلان باسم الشعب الفلسطيني سيناريو محتمل وبقوة.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية الذي تحدث مع المونيتور شريطة عدم الكشف عن هويته إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض خطة ليبرمان، ورغم أن إسرائيل تدرك دعم مصر لدحلان، لكن لاستمرار سياسة بناء المستوطنات، فإنه يفضل أن يرى زعيما ضعيفا في رام الله مثل عباس.