وصف محمد بن سلمان، نائب ولي العهد السعودي، العلاقات بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة في عهد الرئيس الأميركي الجديد ترامب بأنها “نقطة تحول تاريخية”.
واعترف “سلمان” بأن هناك بعض الخلافات بين البلدين، بالرغم من حرصه على تقديم المجاملات، واصفا “ترامب” بالصديق الحقيقي للعرب، معلنا أنه يعتقد أن قرار حظر سفر المسلمين الذي اتخذه يأتي في إطار حماية الولايات المتحدة لنفسها من الإرهاب.
وجاء في تقرير لـ”دويتشه فيله”، ترجمه موقع “وطن” أن ترامب ووزراؤه يعتقدون اليوم أن المملكة العربية السعودية تلعب دورا رئيسيا في منطقة الشرق الأوسط، حيث يوضح سايمون هندرسون من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أنه بعد سنوات من الاغتراب النسبي بين المملكة والولايات المتحدة، تبدو اليوم بداية جديدة بينهما، ونائب ولي العهد السعودي يريد بشكل واضح الاستفادة من هذه الفرصة.
وأكد التقرير أن مبادرات الأمير محمد بن سلمان مع “ترامب” فيما يتعلق بالمستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية وكذلك قضايا الأمن تمثل تغييرا كبيرا في العلاقات بين واشنطن والرياض، حيث لدى الزعيمين نفس وجهات النظر حول التوسع الإيراني في المنطقة، كما أنهما اتفقا على شيء واحد هو مواجهة إيران.
ولفتت “دويتشه فيله” إلى أنه كان ينظر إلى الحوار بين واشنطن وطهران الذي بدأه أوباما في الرياض كتقويض للشراكة السعودية الأميركية التي بدأت منذ عقود طويلة، وفي المملكة العربية السعودية كانوا يعتقدون أن أوباما خلق عمدا فراغا خطيرا في المنطقة يجري الآن شغله من قبل إيران التي تريد نشر العنف والفوضى، حتى أنه يجري حاليا شن الصراع الإيراني السعودي على عدة جبهات وعلى عدة مستويات.
على سبيل المثال المملكة العربية السعودية تحارب أساسا المتمردين الحوثيين في اليمن الذين يعتبرون وكلاء لإيران، والقلق في الرياض هو أن طهران تريد استخدامهم لكسب موطئ قدم لها في شبه الجزيرة العربية. كما تتواجه المملكة العربية السعودية وإيران أيضا في سوريا، حيث أصبحت الحرب هناك لفترة طويلة صراعا متعدد الطبقات، عقدته بشكل رئيسي إيران كحليف لبشار الأسد، ومعارضتها للمملكة العربية السعودية راعي المتمردين.
كما اشتبكت الدولتان مؤخرا على المستوى الديني، في عام 2015 خلال الحج مات المئات من الحجاج الإيرانيين في أحداث التدافع، وحملت إيران البيت الملكي السعودي المسؤولية واستمرت التوترات بين البلدين، وتزايد الصراع السياسي حول النفوذ الإقليمي والهيمنة الجيو استراتيجية.
وأشار الموقع الألماني إلى أنه فكريا المملكة العربية السعودية دولة قوية، وعلى الرغم من أن المملكة تعلن عن عزمها على محاربة الجهادية من ناحية فإنها في نفس الوقت تصدر عقيدة الوهابية وهي نسخة صارمة للغاية للإسلام السُني تعمل على نشرها في أجزاء كبيرة من العالم الإسلامي والأوروبي أيضا، فعلى سبيل المثال برعاية المملكة العربية السعودية إعداد وتشغيل أكاديمية الملك فهد في بون والتي جرى إغلاقها هذا العام بعد عمل استمر لمدة عقدين من الزمان بسبب استقطابها للإسلاميين، كما تزايدت الاتهامات مؤخرا التي تطال المملكة العربية السعودية من جميع أنحاء العالم وتعتبرها ضمن الدول الراعية للإرهاب الجهادي.
واستطردت “دويتشه فيله” قائلة: “بينما كان يتحدث نائب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس ترامب في واشنطن، كان الملك سلمان بن عبد العزيز في الصين في زيارة لم تكن كلها لأغراض تجارية، حيث تسعى الصين لضمان وجود حلفاء لها في الشرق الأوسط، كما أن المملكة العربية السعودية تسعى لإقامة شراكات وتعاونات جديدة في آسيا”.