انقطاع كهرباء، انقطاع المياه، نقص في الوقود.. مشاكل امتدت لتطال غالبية الاحتياجات الأساسية للمواطن المصري العادي، وما بين تحميل عبء الأزمة على الاستهلاك الزائد أو اتهام المسئولين بافتعالها، اختلف الشارع السكندري حول السبب الحقيقي وراء تلك الأزمة، إلا إنه اجتمع على كونها أزمة حقيقية بالفعل.
محرم بك، العجمي، سيدي بشر، كرموز، العصافرة، ميامي، باكوس، وغيرها كثير من المناطق التي تشهد بشكل شبه مستمر انقطاعا في الكهرباء قد يتكرر على مدار اليوم، وقد يمتد في المرة الواحدة لساعات، وكذلك انقطاع مياه الشرب، والذي قد يطول لأكثر من 12 ساعة وضعف في تدفق وانسياب المياه بشكل دائم، ناهيك عن أزمة الوقود التي صارت ملمحا أساسيا من ملامح الأزمات التي استغرقت فيها المدينة الساحلية.
يقول سعيد عبد الرحمن – عامل- لـ«رصد. كوم» قائلا: هناك أزمة ممتدة منذ ما يقارب الشهر ونصف في كل من المياه والكهرباء، فالانقطاعات على مدار اليوم بشكل غير مبرر.
وأضاف: "ارتفاع استهلاك الكهرباء هو الذي يؤدي إلى الانقطاع الدائم لها, وبالتالي لا يمكن وصفها بالمفتعلة، أما عن أزمة انقطاع مياه الشرب، فأكد أنها مفتعلة ولا يوجد ما يبررها، وأن حلها يكمن في ترشيد الاستهلاك قدر المستطاع.
وأكد عاطف البنا – ميكانيكي – على وجود الأزمة, فقال: منذ امتحانات الثانوية العامة, ويتم قطع الكهرباء بصفة مستمرة كان آخرها أول أيام شهر رمضان أثناء الإفطار، مشيرا إلى أن الأعباء التي تضاف على فاتورة الكهرباء كرسوم النظافة تضيف الأزمة خاصة، وأن القمامة لا يتم رفعها بشكل منتظم مما يؤدي لتراكمها وانتشار الحشرات والقوارض.
وعن المياه لم ينكر «عاطف» وجود الأزمة لكنه أرجعها للاستهلاك الزائد خاصة في وجود كم كبير من المصطافين بالمحافظة، كما أكد أن أزمة الوقود ليست جديدة ولكن تكرارها هو الذي سبب الأزمة، مستدركا أنها هدأت نوعا ما عن حالها قبل شهر رمضان.
ونفى حسن فهمي – صيدلي – معرفته للأسباب الحقيقية وراء الأزمة، مشيرا إلى أن انقطاع الكهرباء لما يزيد عن الأربع ساعات يوميا يحول حياة الإنسان للشكل البدائي، بالإضافة إلى انقطاع المياه لتوقف مواتير ضخها للأدوارالعليا.
وعلى الجانب الآخر رأت هناء نافع – بائعة – أن الأزمة مفتعلة؛ حيث تنقطع الكهرباء أحيانا من الرابعة فجرا وحتى الرابعة عصرا بالشكل الذي أتلف المواد الغذائية بداخل الثلاجات مما يسبب خسائر فادحة، وأوقف عمل أجهزة التبريد الأمر الذي ساهم في المعاناة في ظل الارتفاع الحاد في درجات الحرارة خلال الفترة الأخيرة.
وبررت «هناء» وصفها للأزمة بالمفتعلة بأن تلك الأزمات هدفها هو تصدير الأزمات لرئيس الجمهورية محمد مرسي، حتى يظهر عاجزا أمام شعبه عن علاج السلبيات، وأيدت دعوات الامتناع عن سداد فواتير المياه والكهرباء لحين انتهاء الأزمة، كما ناشدته بالعمل من أجل القضاء على تلك الأزمات ومحاسبة من يفتعلها.
كما عبر أحد السائقين عن استيائه الشديد من الأزمات المتلاحقة في البنزين والسولار التي صارت تؤرق قائدي السيارات بشكل عام وسائقي الأجرة بصفة خاصة، مشيرا إلى أن السائقين يضطرون لرفع الأجرة حتى يعوضوا ما فقدوه من وقت في انتظار جرعة السولار مما يؤدي لتذمر الركاب .
ورفض توجيه اللوم لأي جهة في تلك الأزمة لكنه ناشد بسرعة حلها ومحاصرتها؛ لأن الوقود هو عامل أساسي يساهم في أن يكسب السائق رزقه، وتكرار الأزمات فيه ينعكس سلبيا على كافة مناحي الحياة اليومية.
وبغض النظر عن السبب يقف المواطن السكندري منتظرا نهاية حقيقية للأزمات التي تلاحقه ليل نهار، فهل ستتحقق تلك النهاية السعيدة لمعاناته سريعا أم ستتطلب مزيدا من الوقت؟.