كشفت مصادر عن وضع السلطات القطرية خطة بديلة في حال نجاح الضغوط التي تمارسها دول الحصار في إغلاق قناة «الجزيرة».
ونقلت صحيفة «رأي اليوم» عن المصادر التي وصفتها بالموثوقة، قولها: إن «جوهر هذه الخطة يقوم على إطلاق قناة «الجزيرة» من مدينة لندن، ونقل جميع العاملين فيها من مقدمين ومخرجين ومذيعين ممن يحملون جنسيات بريطانية أو أوروبية إلى العاصمة البريطانية فورا في حال حدوث أي طارئ».
قصف مقر «الجزيرة»
وبحسب المصادر، فإن السلطات القطرية تخشى أن يتعرض مقر شبكة «الجزيرة» في الدوحة إلى عملية قصف صاروخي تؤدي إلى تدميره ووقف البث بالكامل في حال تصاعد حدة الصراع، واللجوء إلى الخيارات العسكرية.
وكانت قيادات عربية طلبت من الرئيس الأمريكي «جورج بوش» الابن قصف مقر «الجزيرة» عام 2003 أثناء الحرب على العراق، واعترف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق «توني بلير»، بأن نقاشات جرت في هذا السباق، وأكدت وثائق سربتها «ويكيليكس» في الأسبوع الماضي هذه المطالب والنقاشات.
وتوقعت أوساط إعلامية في لندن أن يكون حجب قنوات شبكة «الجزيرة» على القمرين «عرب سات» و«نايل سات» أبرز الخطوات التي قد تتخذ في اجتماع القاهرة، غدا الأربعاء، الذي يحضره وزراء خارجية كل من السعودية والإمارات والبحرين إلى جانب المضيف المصري لمناقشة الرد القطري على قائمة المطالب التي تقدمت بها تلك الدول في 22 يونيو الماضي، إلى الدوحة عبر الكويت.
فخر قطر
وكان وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني قد صرح في مؤتمر صحفي، السبت الماضي، في روما أن «الجزيرة» تمثل منصة للحرية والرأي الآخر وأنها مصدر فخر لقطر، مضيفا: «من يريدنا أن نغلق قناة الجزيرة فعليه أن يوجد ويؤسس قناة تضاهيها».
وصرح الوزير بأن بلاده ترى في إعلام الدول المقاطعة تحريضا على العنف في دولة قطر، مشيرا إلى أن الشعوب التي عانت من الديكتاتوريات هي التي صنعت «الربيع العربي».
حملة «الجزيرة»
وأطلقت شبكة «الجزيرة»، أمس الاثنين، حملة بخصوص مطالب دول الحصار على قطر، التي من بينها إغلاق قنوات «الجزيرة»، حيث طالب نخبة من صحفيي الشبكة بحفظ حق الناس في الوصول إلى المعلومات بلا انحياز أو تهديد.
وجاء في الحملة : «نحن في الجزيرة نؤمن بأن أي دعوة لإغلاق أو عرقلة وصول قنواتنا ليست سوى محاولة يائسة لإسكات الرأي الحر، ومنع الناس من حقهم في الوصول إلى المعلومة والخبر الصادق، وإيصال صوتهم وتسليط الضوء على قصصهم».
وقال عدد من صحفيي الشبكة باللغتين العربية والإنجليزية إنهم لديهم مطالبهم أيضا، ومن بينها أن يتمتع الصحفي بحقه في ممارسة عمله وتأدية رسالته السامية دون مضايقات أو تهديد، وطالبوا بإسماع صوت المهمشين والمنسيين في أصقاع العالم، وألا يعامل الصحفي كالمجرم، وأن تبقى الصحافة حرة.
وبدأت الأزمة الخليجية في 5 يونيو الماضي، حين قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، وفرضت الثلاث الأولى عليها حصارا بريا وجويا، متهمة إياها بدعم الإرهاب، وهو ما نفته قطر.
وشددت الدوحة على أنها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب تهدف إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.
وقدمت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر قائمة مطالب إلى قطر تتضمن 13 بندا، منها إغلاق قنوات «الجزيرة» وكل وسائل الإعلام التي تدعمها قطر.
واعتبرت الدوحة على لسان وزير خارجيتها الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أن المطالب قدمت لترفض، ووصفها بأنها «ليست واقعية ولا متوازنة وغير منطقية وغير قابلة للتنفيذ».