أصبح الحديث عن تصعيد عسكري في قطر أمرا مطروحا، خاصة مع تصريحات وزير الخارجية البحريني، والتي اعتبر فيها القاعدة العسكرية التركية في قطر، تصعيد عسكري واضح وصريح ضد الخليج.
وتحدث سياسيون غربيون عن أن تركيا وإيران لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام أي تصعيد عسكري ضد قطر، فالتدخل العسكري سيكون حاسم وسريع ولن يسمح بأي شيء من هذا القبيل.
تصعيد عسكري قطري
وأكد وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد أن إنفراد قطر بالتحالف مع دول خارج النظام الإقليمي، يضرب أساسات الالتزام مع دول مجلس التعاون الخليجي، معتبرا أن «إحضار الجيوش الأجنبية هو التصعيد العسكري الذي تتحمله قطر».
وتضم «قائمة المطالب»، التي أرسلتها المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر إلى قطر، المطالبة بـ «طرد عناصر الحرس الثوري الإيراني من قطر وقطع أي تعاون عسكري مشترك مع إيران»، وأن تقوم قطر «على الفور بإغلاق القاعدة العسكرية التركية التي يجري بناؤها حالياً، ووقف أي تعاون عسكري مع تركيا داخل الأراضي القطرية».
وفي سلسلة تغريدات عبر حسابه على موقع «تويتر»، قال وزير الخارجية البحريني: «تخطئ بعض القوى الإقليمية إن ظنت بأن تدخلها سيحل المسألة، فمن مصلحة تلك القوى أن تحترم النظام الإقليمي القائم والكفيل بحل أي مسألة طارئة».
وأضاف: «هناك تضارب في سياسة قطر، فأما الالتزام بالنظام الإقليمي ومعاهداته الدفاعية المشتركة والثنائية مع الحليف الدولي الكبير أو التدخل الإقليمي».
وتابع بالقول إن «الانفراد بالتحالف مع دول خارج النظام الإقليمي وأحزاب ارهابية كالإخوان المسلمون وغيرهم تضرب في أساسات الالتزام مع الأشقاء في مجلس التعاون».
وأكد وزير خارجية البحرين أن «أساس الخلاف مع قطر هو سياسي وأمني ولم يكن عسكريا قط». وقال إن «إحضار الجيوش الأجنبية وآلياتها المدرعة هو التصعيد العسكري الذي تتحمله قطر»، على حد تعبيره.
تحرك تركي روسي
وتحدث الدبلوماسي الأميركي الكبير، ونائب مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق، جيمس جيفري، عن احتمالية تدخل عسكري كبير من قبل تركيا وإيران وروسيا في الخليج، إذا حاولت السعودية التدخل عسكريا في قطر.
وقال السفير الأميركي الأسبق في سوريا والعراق خلال لقاء له على قناة الحرة: «السعوديون لو حركوا دبابة واحدة إلى الحدود خلال أيام، سيكون هناك طائرات إيرانية وتركية وربما روسية على الأراضي القطرية».
الإمارات تستبعد الخيار العسكري
واتهم وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، دولة قطر بعرقلة الجهود الدبلوماسية وتقويض الوساطة الكويتية.
وهدد أنور قرقاش في لقاء صحفي، بعزل قطر عن بيئتها الطبيعية إذا لم تستجب لمطالب دول المقاطعة، مستبعدا أي تصعيد عسكري ضد الدوحة.
وقال الوزير الإماراتي: إن «قطر تقوم بعرقلة الجهود الدبلوماسية وتقويض الوساطة الكويتية لتسوية الأزمة من خلال تسريب المطالب وهذه الخطوة نعتبرها مراهقة سياسية». حسب وصفه
وأضاف في تغريدات على حسابه الرسمي بتويتر «لا توجد دولة خليجية عملت على تقويض الأمن والاستقرار كما فعلت قطر، وما كان مقبولا من الدوحة قبل سنوات لم يعد كذلك».
واستدرك قرقاش قائلا إن «دول المقاطعة لا تنوي أي تصعيد عسكري ضد قطر ولا تتحدث عن تغيير النظام القطري بل تسعى إلى تغيير سلوكه فيما يتعلق بموقفه من الإرهاب والتطرف«. مشددا على أن «البديل في الأزمة ليس التصعيد ولكن الفراق».
وأضاف:« إذا لم تستجب قطر للمطالب فإنها ستعزل عن محيطها الطبيعي، ونأمل أن تسود الحكمة في الدوحة ويدرك المسؤولون تبعات سياساتهم ضد دول الجوار».
أوردغان يصعد
ومن جانبه اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن دعوة الدول التي تفرض حصارا على قطر لإغلاق القاعدة التركية في قطر تمثل عدم احترام لتركيا.
ووصف أردوغان بعد صلاة العيد أمس الأحد، مطالب السعودية والإمارات والبحرين ومصر بإغلاق القاعدة التركية في الدوحة بأنها «مطالبة قبيحة ولا يجدها صحيحة»، مشيرا إلى أنها تمثل تدخلا في العلاقات الثنائية بين الدوحة وأنقرة.
وأضاف أن تركيا عرضت أيضا إقامة قاعدة عسكرية في السعودية ولكن الرياض لم ترد، قائلا «رغم أنهم لم يعودوا إلينا بعد بشأن ذلك فإنهم طلبوا أن تسحب تركيا قواتها (من قطر)، وهو عدم احترام لتركيا».
وأشار أردوغان إلى أن دولة قطر باتت تواجه عددا من العقوبات، وتركيا بذلت ما تستطيع لمساعدة الدوحة، وستستمر في دعمها لمواجهة الحصار.
وقال «دعمنا الوساطة الكويتية وسنستمر في هذا الدعم»، معبرا عن أمله بأن تحل السعودية هذه الأزمة «بما يليق بحجمها الكبير».
كما انتقد أردوغان مطالب دول الحصار بإغلاق قناة الجزيرة، داعيا مؤسسات الصحافة الدولية إلى اتخاذ موقف ضد هذا الأمر.