لا يمر عيد على المصريين دون حدوث حوادث التحرش، فقد أصبحت هذه الحوادث ضمن عادات المصريين في الأعياد.
وأرجع اطباء نفسيين انتشار حوادث التحرش إلي انتشار الفقر والجهل، وصعوبة الزواج والغلاء.
حوادث التحرش في العيد
ورصد عدد من المنظمات النسائية، صباح اليوم الأحد، العديد من وقائع التحرش اللفظي والجسدي التي استهدفت الفتيات والنساء في محيط منطقة وسط البلد في القاهرة، وعدد من المحافظات.
وقالت الدكتورة مايا مرسي رئيس المجلس، إن المجلس قام بتخصيص غرفة عمليات بمكتب شكاوى المرأة، تعمل على مدار الساعة خلال إجازةعيد الفطر لتلقى شكاوى التحرش الذي قد تتعرض له النساء والفتيات، وذلك سعياً من المجلس لمساندة الضحايا ومناهضة العنف ضد المرأة.
وقالت «مرسى»، إن محاميي مكتب الشكاوى قاموا بالنزول الميداني ومرافقة قوات الشرطة خلال الحملات الأمنية لضبط وقائع التحرش في إجازة العيد بالتعاون مع وحدة مكافحة العنف ضد المرأة بوزارة الداخلية.
وأضافت أن المكتب يقدم المساندة الاجتماعية والقانونية من خلال محامين متخصصين وإخصائيين اجتماعيين للسيدات والفتيات اللاتى يتعرضن للعنف في حالة الاتجاه لرفع دعاوى قضائية.
وقالت رئيس المجلس القومي للمرأة: «تتلقى غرفة عمليات مكتب شكاوى المرأة شكاوى التحرش الجنسى والعنف ضد المرأة عبر الخط المختصر 15115 و01007525600./* */
توثيق حوادث التحرش
وفى ذات السياق، شكل مركز المرأة للإرشاد والتوعية القانونية غرفة عمليات لرصد وتوثيق ومناهضة حالات التحرش.
وقال رضا الدنبوقي، المدير التنفيذي للمركز، لـ«المصري اليوم»، أن المتطوعات والمتطوعين بالمركز تواجدوا ميدانيا منذ الساعة التاسعة صباحا في أول أيام العيد، وتمكنوا من رصد 19 واقعة تحرش لفظي، وكذلك رصد 12 واقعة تحرش جسدي في عدد من المحافظات، ورفضت الفتيات الإبلاغ وتحرير محاضر بالواقع خوفا من فكرة الوصم والثقافة المجتمعية الخاصة بلوم الضحية دوما.
وتابع: «قد لاحظ فريق المتطوعين في المركز أن التواجد والانتشار الأمني جاء مشابها للأعوام السابقة، وأن قوات الأمن تختفي من بعض المواقع شديدة الحرارة، مع ظهور عناصر من الشرطة النسائية في محيط منطقة وسط البلد وكورنيش النيل، كما لاحظ المتطوعون تراجعًا كبيرًا في أعمار الصبية والمراهقين المتنزهين في محيط منطقة وسط البلد، وكذلك تراجع عدد الإناث نسبة إلى عدد الذكور». وأضاف أن عقوبة التحرش هي الحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر وغرامة من 3 آلاف جنيه إلى 5 آلاف.
الإفتاء تحذر
حذرت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها على «فيسبوك» من أفعال التحرش، بالتزامن مع موجة تحدث كل عيد، وسط حملات على قدم وساق تتم لمكافحة التحرش الذي يلحق أذى وضرر بالغ بالفتيات.
وقالت دار الإفتاء، إن «التحرش بالمرأة من الكبائر، ومن أشنع الأفعال وأقبحها في نظر الشرع الشريف، ولا يصدر هذا الفعل إلا عن ذوي النفوس المريضة والأهواء الدنيئة التي تتوجه همتها إلى التلطخ والتدنس بأوحال الشهوات بطريقةٍ بهيميةٍ وبلا ضابط عقلي أو إنساني».
وأكدت دار الإفتاء، أن «الله حرم الإيذاء في الأعراض، سواء بالإشارة أو بالقول أو بالفعل»، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الله لا يحب الفاحش المتفحش».
طبيب نفسي
وقال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي أنه
تعتبر الأعياد والمناسبات، الموسم الأول للمتحرشين، حيث تكتظ السينمات والحدائق، من أجل استراق نظرة أو ملامسة أحد الفتيات.
واضاف أنه زادت نسب التحرش في مصر في الأوانة الأخيرة بمعدل خطير، الأمر الذي يستدعي الى انتشار حملات مكافحة التحرش.
وعن نفسية المتحرش، أكد أنه وليد الظروف التي وضع بها، سواء الفقر وعدم الحصول على فرصة مناسبة للعمل.
وأضاف فرويز، أن بعض الأفلام التي تحتوي على مشاهد للتحرش سبب آخر، الأمر الذي قد يدفعه لتقليد المتحرش في الفيلم.