قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إن بلاده لا تعرف حتى الآن الأسباب التي دعت السعودية والإمارات والبحرين إلى مقاطعتها، وأكد مجددًا أن بلاده لا تقبل أي إملاءات خارجية، وأنها بصدد اتخاذ إجراءات ضد الحصار غير القانوني عليها.
وأضاف، في مؤتمر صحفي عقده اليوم الاثنين بباريس ضمن جولة أوروبية جديدة ببريطانيا وفرنسا، أن دولة قطر مستعدة للحوار وفق أسس ومعايير تحترم القانون الدولي، مشددًا على أن الحوار هو الخيار الاستراتيجي لبلاده.
وتابع أنه لا توجد حاليًا وساطة أوروبية؛ وإنما هناك جهود أوروبية لدعم جهود حل الأزمة التي نتجت عن قطع ثلاث دول خليجية علاقاتها مع الدوحة، ولفت إلى أن هناك دعمًا أوروبيًا وأميركيًا للوساطة التي تقوم بها دولة الكويت.
رفض الإملاءات
وأكّد وزير الخارجية القطري مجددًا أن بلاده لا تتدخل في شؤون الدول الثلاث المقاطعة، ولا تقبل أي إملاءات في ما يخص سياستها الخارجية، مضيفًا أن الدوحة لا تقبل مناقشة مسألة «قناة الجزيرة»؛ لأنها شأن داخلي.
وقال إن قطر دولة تحترم القانون، وكثيرًا ما تعاونت مع دول مجلس التعاون الخليجي في مختلف القضايا.
الإخوان وحماس
وفي أثناء رده على اتهامات استخدمت حجة لقطع العلاقات، قال الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إن دولة قطر لا تدعم جماعة الإخوان المسلمين أو حركة «حماس»؛ وإنما تتعامل مع حكومات، مستشهدًا بمثالي مصر وتونس.
وأوضح أن قطر تدعم الإعمار في قطاع غزة، كما تدعم حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، مؤكدًا أن حماس حركة مقاومة وبلاده تتعامل معها مثل أي فصيل فلسطيني آخر.
الموقف من إيران
وفي ما يخص إيران، قال إن بلاده لم يكن لها تعاون مع طهران أقوى من تعاون دول الخليج الأخرى، لافتًا إلى أن الإمارات هي الشريك التجاري الثاني لإيران.
وقال الوزير القطري إن «هناك تناقضات كثيرة في تصريحات الدول الخليجية الثلاث واتهاماتها»، موضحًا أن «من حق بلاده المطالبة بإثباتٍ بشأن مزاعم هذه الدول التي قطعت العلاقات مع بلاده».
المشاكل الإنسانية
وفي وقت سابق أثناء لقائه بنظيره البريطاني بوريس جونسون، قال وزير الخارجية القطري إن بلاده تركز على حل المشاكل الإنسانية جراء الحصار غير القانوني.
وأضاف أن بلاده على تواصل مع أمير الكويت بشأن مساعي الوساطة التي يقوم بها، كما أن الولايات المتحدة تجري اتصالات مع الكويت بشأن مساعي الوساطة نفسها.
الشأن الداخلي خط أحمر
وقال الوزير القطري إن «الحوار هو الحل للأزمة الخليجية، وإنه بحاجة إلى أسس لم تتوفر حتى الآن»، مضيفًا أن قطر «على استعداد لبحث أي طلبات شرط أن تكون واضحة»، وقال إن «القرارات التي تخص الداخل القطري هي سيادة قطرية وليس لأحد التدخل فيها».
وأوضح لمراسل «الجزيرة» في لندن بعد اجتماعه بنظيره البريطاني أن الحوار الدبلوماسي هو سبيل الحل بناء على أسس واضحة.
وأضاف أن ما يحق الحديث عنه بشأن الأزمة الخليجية هو الأمن الجماعي لدول مجلس التعاون الخليجي، أما الشؤون الداخلية لدولة قطر أو سياستها الخارجية فلا مجال للنقاش فيها، كما قال إن بلاده تركز على حل المشاكل الإنسانية جراء الحصار غير القانوني الذي فرضته الدول الخليجية الثلاث.