تزامنًا مع حالة النقص الشديد في الأدوية بمستشفيات الحكومة، التي يطلق عليها «مستشفيات الغلابة»، وإجبار المرضى على دفع أكثر من نصف ثمن العلاج؛ يأمر عبدالفتاح السيسي قواته بإعداد شحنة مساعدات من الأدوية والمستلزمات الطبية مهداة إلى مليشيات الحشد الشعبي الشيعية التي ترتكب جرائم بحق السُنة في العراق.
وفي تصريح لـ«رصد»: قال البدري فرغلي، عضو برلمان 2012 ، إن «السيسي يبحث عن توطيد منصبه حتى لو كان ذلك على حساب شعبه؛ فمصر تحتاج كل علبة دواء، والحكومة تتجه إلى رفع أسعارها للمرة الثالثة في عامين، ثم يوفد السيسي شحنة أدوية!».
وأضاف: الجميع يعلم أن السيسي لا يرسل شيئًا من أجل العروبة؛ فهو يطمع في النفط العراقي ليس إلا، بينما الشعب يحتاج إلى كل جنيه لتعويض ما يحتاجه.
وفي ديسمبر الماضي، أعلن عبدالفتاح السيسي دعمه الكامل للحملة الشيعية التي يقودها رئيس الوزراء العراقي لاقتحام الموصل بحجة القضاء على داعش؛ إلا أنه نتج عنها قتل الأهالي السُنّة بالمدينة.
النفط مقابل السلاح
ومن قبل، كشفت حكومة حيدر العبادي العراقية في تصريحات صحفية أن زيارة وزير البترول المصري طارق الملا إلى العاصمة بغداد أسفرت عن موافقة العراق تزويد مصر بالنفط مقابل محروقات ودفعات سلاح وذخيرة مصرية، وسيكون السداد آجلًا لفترة زمنية سيحددها الطرفان حسب الاتفاق.
وأكّدت الحكومة أن العراق سيورّد مليوني برميل نفط شهريًا لمصر عبر ميناء البصرة، المطل على الخليج العربي، بدعم فني ولوجيستي من دولة خليجية للنقل. كما اُتُّفق على أن يكون ميناء العقبة الأردني، ومن ثم نوبيع المصري، الطريق الآخر؛ لكن بعد إنهاء القوات العراقية بسط كامل سيطرتها على الطريق البري السريع بين بغداد والأردن مرورًا بالأنبار من قبضة «تنظيم الدولة».
وتوجّه وزير البترول المصري إلى بغداد لبحث سبل الحصول على النفط العراقي مقابل النفط السعودي المتوقف بسبب المشكلات الأخيرة بين النظامين، وقال الوزير العراقي إن «الاتفاق يقضي بسداد مصر مستحقات النفط عن طريقين: الأول بنظام الدفع الآجل بسعر مخفّض تقدمه بغداد إلى القاهرة، وهو أقل من السوق العالمية بنحو ثلاثة دولارات عن كل برميل، والآخر عبر توريد مصر للعراق مشتقات نفطية مختلفة يعاني من نقصها في السوق المحلية؛ بسبب خروج أغلب المصافي عن الخدمة بسبب الهجمات العسكرية، فضلًا عن شحنات سلاح وذخيرة يحتاجها العراق حاليًا».
الدعم العسكري
وقال الوزير إن العراق بحاجة مستمرة إلى سلاح وذخيرة، ومصر أبلغت الحكومة أن لديها قدرة على تزويد العراق بها، فضلًا عن صيانة المعدات العسكرية، وستخصم تكلفة السلاح من قيمة النفط المُصدر إليها؛ ما يعني أن مصر دخلت رسميًا في التحالف الشيعي الذي تقوده إيران في العراق مقابل التحالف السني الذي تقوده تركيا والسعودية.
وتأتي المساعدات ضمن الدور المصري الفعاّل تجاه الأشقاء وتقديم الدعم والتضامن معهم في أوقات المحن، ونُقلت عبر الخطوط الجوية العراقية.
دعم الشيعة أغضب السنة
وأثار إعلان عبدالفتاح السيسي دعم العراق في حرب مليشيات الحشد الشعبي على الموصل وإبادتهم للمدنيين السنة غضب أهل السنة في العالم.
وحسب بيان رسمي صادر عن الحكومة العراقية، فإن الزيارة التي بحث فيها وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري مساعدات مصر في حرب العراق بما وصفها تنظيم الدولة الذي يخوض العراق معه حربًا شرسة في مدينة الفلوجة، بمشاركة الحشد الشعبي الذي يرتكب أفعالًا بحق السنة ترتقي إلى جرائم الحرب.
وأرسل الجعفري رسالة إلى السيسي من العبادي بشأن التعاون العسكري والمباحثات في الأوضاع الراهنة بالعراق، حسب البيان، وبحث الجانبان العلاقات الثنائية بين بغداد والقاهرة وحشد الدعم العربي للقوات العراقية وأبناء الحشد الشعبي والعشائر والبيشمركة.
وفور هذه الواقعة، أرسلت شركة أرامكو السعودية للنفط خطابًا رسميًا إلى وزارة البترول المصرية تبلغهم التوقف عن إرسال شحنات النفط المتفق عليها دون تحديد موعد لبدء الإرسال مجددًا.