نشرت والدة الشاب خالد عسكر، خريج كلية العلوم جامعة المنصورة، رسالة لابنها من محبسه، بعد أن حكم عليه بالإعدام في قضية قتل حارس قاضي الاتحادية والمعروفة إعلاميًا «قتل الحارس» .
وكان المستشار «أسامة عبد الظاهر» قد أحال أوراق «عسكر» وعشرة مواطنين آخرين ، في القضية المعروفة إعلامياً بـ «قتل الحارس» المُقيدة برقم 781 لسنة 2014 كلي جنوب المنصورة، 26 لسنة 2014 جنايات أمن الدولة العليا، بعد اتهامهم بعدة تهم أبرزها: (قتل رقيب بمديرية أمن الدقهلية، الإنضمام إلى جماعة محظورة الغرض منها الدعوة إلى تعطيل العمل بالدستور والقوانين، حيازة أسلحة نارية وذخائر بدون ترخيص).
وجاءت فحوى الرسالة كالتالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى أمي بطتي الجميله .السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
كيف حالك يا أمي ؟… أكيد إن شاء الله بخير ومش لسه قاعدين نعيط بقه والكلام اللي مش هيغير شئ ده …قضاء الله لن يغيره أحد وأجلي في كتاب عنده يوم ولدتني فسألقاه في الوقت الذي حدده وهيهات لبشر أن يغيره …فمن أحب لقاء الله. أحب الله لقاءه.. وإني والله أحب لقاء الله وأساله أن يكون هذا اللقاء في رضاه.. قل هل تربصون بنا إلا إحدي الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده او بايدينا فتربصوا انا معكم متربصون ..
اللذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ………
فحسبي الله ونعم الوكيل هو يكفيني شرهم وظلمهم. فأحسني الظن برب الأسباب وأحسني الاستسلام إليه ولا تيأسي من روح الله …واستغفري وتوبي الي الله …
فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ..
فنستغفر الله ونتوب اليه توبه نصوحا ..فقد كتب علينا الموت ولا مفر لاحدنا من ذلك واني لاحب الموته الشريفه في سبيل الله مقبل غير مدبر.
لست أدري من أين لي بهذه الثقه ولكني مع ما دبروه سأخرج وسأعود إلى الأماكن التي يرضي الله عني فيها ولكني حينها سأقول للدنيا غري غيري فلقد عرفتك وعرفت قدرك وصرتي هينه علي ….
ما حدث في الزياره هو كان من رحمات الله وحده …أعلم في نفسي أنني لا استطيع أن أرى دمعه في عينك ولا حزن في وجوه إخوتي فصليت قبل نزولي وسألت الله أن يشرح صدري ويثبتني، فوالله ما إن دخلت الزياره حتى وجدت هذه الرحمات قد ملأت صدري وأطلق الله لساني بكلمات تثبتني قبل أن تثبتكم وكأنني اسمعها لأول مرة.. وما إن رأيت البسمه قد عادت إلى وجوهكم حتى حمدت الله وامتلأ قلبي يقينًا أن الله معنا ولن يضيعنا …ومن كان الله معه فمن عليه !!
نعم إن البلايا تنزل على المؤمن حتى تتركه وما عليه من خطيئه فراجعي قصه يوسف واقرئي إن شئتي قول الله عز وجل.. ولولا إن يكون الناس أمه واحده لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضه ومعارج عليها يظهرون ولبيوتهم ابوابا وسررا عليها يتكئون وزخرفا وان كل ذلك لما متاع الحياه الدنيا والاخره عند ربك للمتقين ….
يا أمي أما ترضين ان يذهب الناس بالدنيا ونذهب نحن بالآخره
فإن ارتضينا بالآخره فلا تقلقي سننال نصيبنا من الدنيا أيضًا غير منقوص يا أمي والله إني في مكاني هذا لا أحب ان استبدله بأي شئ آخر فيه معصيه لربي …فإني هنا لأحب إليّ من الفرار وإني هنا لأحب إليّ من أن أصبح كالشباب بلا هدف ولا دين وأترنح بين ألحان الغناء أو أعرف هذه وأكلم تلك معاذ الله ….والله لا ارتضي بقضاء الله بديل ولا عوض فهو أحب إليّ من الدنيا وما فيها، ولأن يرضى علي خير لي مما طلعت عليه شمس ..
يا أمي لم ترهبني أحكامهم بل أنزلها الله علي قلبي بردًا وسلامًا …..
«رأى رجلاً وهو يسير في طريقه ظالمًا يتجبر على فرد من خلق الله فدعا وقال يا رب إن حلمك على الظالمين أضر بالمظلومين …فنام ورأى في منامه وكأن رب العزة يجيبه قائلاً: «إن حلمي بالظالمين جعل المظلومين في أعلي عليين».
«جنات عدن مفتحه لهم الأبواب ‘متكئين فيها يدعون فيها بفاكهه كثيره وشراب وعندهم قاصرات الطرف أتراب .هذا ما توعدون ليوم الحساب .ان هذا لرزقنا ماله من نفاذ ».
أعلم أنكي أقوى مني وعندك من العلم ما يزيدني مرات، ولكني أحببت أن اذكرك فإن الذكرى تنفع المؤمنين.. فاثبتي وثبتي إخوتي وعودي إلى الله أنتي وأخوتي ولا يدفعنكم الحزن ولا الخوف علي الا قربا من الله وزياده في العمل الصالح والانفاق ..فإني لن ينفعني اليوم الا العمل الصالح والدعوات الطيبات فإن الله هو بابي وملجئي
«حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جائهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد باسنا عن القوم المجرمين »
فالله اكبر ولله الحمد
أبشري
«سيهزم الجمع ويوللون الدبر»
ابنك خالد عسكر