قالت صحيفة “بوليتيكو” الأميركية إن الرئيس دونالد ترامب يواجه مقاومة قوية من أعضاء مجلس الشيوخ فيما يخص صفقة بيع الأسلحة إلى السعودية، ويحاول الأعضاء منعه من زيادة المبيعات على 500 مليون دولار.
وتوقّعت الصحيفة فشل محاولة وقف بيع الأسلحة للرياض، لكن من المرجح أن يكون هناك دعم قوي لها، خاصة بعد وحدة الديمقراطيين لتحقيق هذا الهدف؛ احتجاجًا على تورّط السعوديين في تفاقم حرب اليمن، وليس لرغبتهم في إحراج ترامب فقط.
وأكّدت الصحيفة أنه في حالة نجاح هذه المحاولة فإنهم بذلك يرسلون إلى الحكومة السعودية رسالة مفادها أن علاقتهم الجيدة مع ترامب لن تشغل الكونجرس عن اهتمامها بالضحايا المدنيين في اليمن.
وسيجري التصويت على الرفض اليوم، بقيادة السيناتور راند بول وكريس مورفي؛ ومن المتوقع أن يستقطب أغلب الديمقراطيين وعددًا لا بأس به من الجمهوريين.
في السياق نفسه، قالت الصحيفة إنه على الرغم من تصويت عدد كبير من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزب الديمقراطي لصالح صفقات أوباما مع السعودية؛ فإنه من المتوقع معارضتهم لصفقة ترامب، التي ستجري دون أيّ ضغوط سياسية أو إنسانية على الرياض مثلما فعلت إدارة أوباما.
رغم إعلان عدد كبير من أعضاء الحزب الديمقراطي معارضتهم لصفقة ترامب؛ إلا أن كريس مورفي أكد تمنيه وجود دعم قوي من الحزب الجمهوري، مضيفًا أنهم يرغبون أن تُبدي الرياض اهتمامها بالكارثة الإنسانية في اليمن، بعدما ضيّع ترامب هذه الصفقة دون وضع شروط قوية بشأن وضع اليمن.
أضافت الصحيفة أن ترامب لعب دورًا كبيرًا في سياسة السعودية في الآونة الأخيرة، وبعد انتقاد تغريداته على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” التي أثارت ضجة واستياء في الكونجرس بتشجيعه لقطع دول خليجية علاقتها مع قطر، دعا أمس إلى اجتماع في البيت الأبيض لحل التوترات بين دول مجلس التعاون الخليجي.
في السياق نفسه، انتقد راند بول التركيز على دعم قطر للجماعات المسلحة وتجاهل سلوكيات شبيهة للسعودية، مضيفًا أن الدوحة والرياض لهما تاريخ في وضع السلاح في أيدي الجماعات الخاطئة.
وجذبت الحرب الأهلية اليمنية مخاوف أطراف وقلقهم، وأعلن مبعوث الأمم المتحدة في اليمن الأسبوع الماضي أنهم غير قريبين من عقد اتفاقية سلام لإنهاء العنف بين القوات الحكومية بقيادة السعودية ومتمردي الحوثيين، وما أدى إلى زيادة وتيرة الحرب هو دعم إيران للمتمردين؛ ما ساهم في تحويل الوضع إلى حرب بالوكالة بين الرياض وطهران على أرض اليمن.
واعتبرت الصحيفة أن التصويت لصالح اقتراح بول ومورفي لوقف صفقة بيع الأسلحة من شأنه أن يعزز موقف الرئيس في الصفقات المستقبلية مع الحكومة السعودية، مضيفة أنه إذا توقّف التصويت اليوم فمن المتوقع أن يُستكمل الأسبوع المقبل.