تصاعدت الأزمة في الخليج العربي وسط تحذيرات من نشوب حرب في المنطقة في ظل التحركات العسكرية للجيش القطري على حدود بلده، والحديث عن خطة سعودية لاجتياح قطر، وإرسال تركيا خمسة آلاف من جنودها إلى الدوحة بعد موافقة البرلمان التركي على إنشاء قاعدة عسكرية تركية هناك.
وصدّق البرلمان التركي على إرسال خمسة آلاف جندي ونشرهم في قطر وفق اتفاقيات أمنية مشتركة، بالتزامن مع زيارة مفاجئة لوزير الخارجية الإيراني جواد ظريف إلى أنقرة صرح فيها أن “الوضع مثير للقلق ونحن بحاجة إلى مناقشة أوضاع المنطقة مع تركيا”.
وعلّق مسؤول تركي على قرار نشر خمسة آلاف جندي بقطر لـ”رويترز” قائلًا: “تمرير القرار كان سريعًا، وسيبدأ انتشار الجنود في قاعدتنا بقطر في أسرع وقت ممكن؛ وذلك بسبب تصاعد الأزمة”.
وفي المقابل، سحبت ألمانيا جنودًا لها من قاعدة عسكرية تركية إلى الأردن.
هذه التطورات السريعة جاءت بعدما “طفح كيل” السعودية، كما جاء على لسان وزير خارجيتها؛ ما دفع محللين إلى توقّع مزيد من التصعيد.
تحركات عسكرية في قطر
ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤول أميركي أن الولايات المتحدة رصدت تحركات عسكرية في قطر، وأن الدوحة حذرت الرياض وأبو ظبي والمنامة من أنها ستطلق النار على أي سفن تدخل مياهها.
ونقلت شبكة “CNN” عن المسؤول أن الولايات المتحدة رصدت نشاطات عسكرية قطرية متزايدة مع تصاعد التوتر بين الدوحة وجاراتها، لافتًا إلى أن قطر وضعت قواتها المسلحة في “أعلى درجات التأهب” بسبب المخاوف من تدخل عسكري محتمل عبر الحدود الجنوبية مع السعودية، وذكر أن الجيش القطري سحب 16 دبابة من طراز “ليوبارد” من مخازنه في العاصمة الدوحة.
كما نقلت شبكة “CNN” تصريحات لمسؤولين أميركيين قالوا إن الوضع في قطر لم يؤثر على تحركات الجيش الأميركي والأمن في قاعدة “العديد” الجوية الأميركية بقطر، التي تعد أكبر قاعدة للجيش الأميركي في الشرق الأوسط وأهمها.
سيناريو اجتياح الكويت
وتحت عنوان “هل سيُشعل المنفى الدبلوماسي لقطر حربًا كبرى جديدة؟”، نشرت صحيفة “فورين بوليسي” مقالًا ذكر أن دول الخليج السنية كانت منذ وقت بعيد تمهّد لحرب مع إيران، معتبرًا أن الوضع في قطر قد يصبح الذريعة المرجوة التي تبحث عنها هذه الدول.
واعتبر كاتب المقال أن العالم ربما يقف اليوم أمام لحظة تاريخية يمكن مقارنتها مع اغتيال الدوق فرانز فرديناند في سراييفو عام 1914؛ ما مثّل شرارة الحرب العالمية الأولى، موضحًا أن الإجراءات التي اتخذتها الدول العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر ضد قطر، المتمثلة في قطع العلاقات الدبلوماسية وإغلاق المجال الجوي أمام الرحلات القطرية وإغلاق الحدود البرية والبحرية، تمثل “ذريعة للحرب” بكل معنى الكلمة.
وأعاد إلى الأذهان أن حرب الأيام الستة اندلعت قبل 50 عامًا بذريعة إغلاق مصر مضيق تيران؛ ما منع “إسرائيل” من الطريق الوحيد للوصول إلى البحر الأحمر.
تدخل إيراني
من جانبها، ردّت إيران على الحركة السعودية الإماراتية، بحسب تقارير إعلامية، بقرار السماح لقطر باستخدام ثلاثة من موانئها للحصول على توريدات المواد الغذائية الضرورية.
وتعليقًا على هذا، حذّر مقال “فورين بوليسي” من أن الرياض وأبو ظبي ستعتبران هذه الخطوة الإيرانية -على الأرجح- تأكيدًا لـ”خيانة” الدوحة في سياق علاقاتها مع طهران.