بعد سنوات لم تشهد فيها إيران تفجيرات تذكر ضد أهداف إستراتيجية في طهران، جاء الهجوم المزدوج على البرلمان وضريح الإمام الخميني، والذي أعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عنه، ليطرح أسئلة عدة عن دلالات التوقيت والأماكن المستهدفة.
كما يلاحظ أيضا لهجة الاتهام والتهديد التي استخدمتها طهران وتحميلها المسؤولية فورا للرياض، التي سارعت بدورها إلى النفي.
حول ما يمكن قراءته في توقيت الهجومين، قال حسين رويوران الباحث الإيراني المتخصص في الشؤون الإقليمية إن التوقيت جاء بعد إعلان الحرب على إيران في مؤتمر الرياض، هذا الإعلان الذي يعكس إرادة سياسية سعودية مدعومة أميركيا، وفق قوله.
أمن إيران
وأضاف في تصريحات تلفزيونية أن استهداف الأمن الإيراني عبر عنه مسؤولون سعوديون عديدون، وأن وزارة الأمن الإيراني اعتقلت السنة الماضية عشر مجموعات حاولت تنفيذ عمليات إرهابية.
وخلص إلى أن اتهام الحرس الثوري للسعودية لم يكن بلا خلفية، بعد اجتماعات مسؤولين سعوديين مع زعيمة منظمة مجاهدي خلق المقيمة في فرنسا، وتصريحات سعودية بنقل المعركة إلى الداخل الإيراني وصولا إلى مؤتمر الرياض بحضور دونالد ترمب.
رد بعيد المدى
وبشأن التداعيات المرتقبة بعد تهديد الحرس الثوري الإيراني بالانتقام من منفذي العملية وداعميهم، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت عبد الله الشايجي إن إيران لديها أوراق قوة كثيرة ويمكنها أن تكسب تعاطفا في حربها ضد من تسميهم التكفيريين.
ووفقا له، فإن الرد الإيراني لن يكون سريعا ومباشرا بل قد يستغرق شهورا ويشمل ذلك استمالة قطر التي تشعر بأنها معزولة في محيطها، وكذلك الاستثمار في القطيف بالمنطقة الشرقية من السعودية، ويمكن أن نرى دورا أكبر في اليمن وسوريا والعراق.
ويرى الشايجي أن إيران دولة براجماتية ذكية لا تواجه مباشرة، فهي استثمرت على مدى ثلاثين عاما في أذرع مهمة من أفغانستان حتى لبنان.