اعتبر محللون أن خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي ألقاه في السعودية ودعوته إلى عزل إيران قد يؤديان إلى مزيد من الانقسام بين السنة والشيعة في المنطقة.
وقال مدير معهد الشرق الأوسط للعلاقات الخليجية، جيرالد فيرستين، إن انتقاد ترامب لإيران ذات الأغلبية الشيعية وتحالفه مع الدول ذات الأغلبية السنية يمكن أن يعزلا الشيعة؛ ما سيؤدي إلى تزايد الصراع بينهما، وهو ما سيصعّب من الحوار وحلّ أزمات المنطقة، مؤكدًا أن الزيارة إلى حدٍّ ما أزالت أيّ احتمالية للتوصل إلى سلام.
وبعد انتقاده الإسلام واتهامه السعودية برغبتها في استعباد النساء وقتل المثليين، حظي الرئيس الأميركي بترحيب دافئ في الرياض بعد وصوله يوم 21 مايو الماضي للمشاركة في القمة العربية الإسلامية الأميركية التي حضرها 55 مسؤولًا لدول إسلامية. وأثناء لقائه، ألقى ترامب خطابًا عن أهمية التخلص من الإرهاب، واعتبر أن إيران السبب في التطرف على مستوى العالم.
خطر على المنطقة
واعتبرت الباحثة في المعهد الأميركي للسلام “روبين رايت” أن أفعال ترامب تعني أنه تدخّل في واحد من أعمق الانقسامات الطائفية في العالم وقرر أخذ جانب على حساب الآخر، مضيفة أن سياسة ترامب في الشرق الأوسط ترتكز على إنشاء تحالف بين الأنظمة السنية المحافظة، وتعني اتخاذه الجانب السني من الناحية الجغرافية والسياسية والدبلوماسية؛ ما قد يمثل خطرًا كبيرًا على المنطقة.
ويشكّل الشيعة ما بين 10% و15% من إجمالي المسلمين في العالم، أي حوالي 1.8 مليار شخص، وفق إحصائية في 2015، غالبيتهم في إيران والعراق والهند وباكستان؛ حيث يعيش أكثر من ثلث الشيعة في إيران.
وأثناء خطابه في الرياض، قال ترامب إن إيران عزّزت من الصراعات الطائفية والإرهاب، وحكومتها تتحدث بشكل واضح عن القتل الجماعي والتهديد بتدمير “إسرائيل” والقتل في أميركا.
تحديد الأعداء
وعلى الجانب الآخر، قال عضو مجلس الشيوخ “ماركو روبيو” إنه لا يعتقد أن ترامب سيتحدث عن عزل الشيعة، موضحًا أنه لم يقل أي شيء طائفيًا؛ بل تحدّث عن العالم الإسلامي بشكل عام.
بينما قالت ليندسي جرهام إن خطاب ترامب لم يقصد به الانحياز إلى جانبٍ على حساب الآخر؛ بل قصد به تحديد الأعداء، في محاولة لجعل دول العالم الإسلامي تنضم إلى المعركة ضد التطرف.
جزء من الحل
وفي السياق، رأت عضو مجلس الشيوخ “ديان فينستين” أنه بدلًا من التحالف مع جانب وحيد، كان يجب على أميركا محاولة الصلح بين السنة والشيعة، مضيفة أن هناك أكثر من طريقة للتعامل مع مثل هذه الأزمات؛ فإما محاولة فهم الأمور بشكل صحيح، أو الإصلاح، أو التسبب في تزايد الخلاف الذي قد يؤدي إلى دمار في نهاية الأمر؛ حيث يبدو أن الوضع قد يتطور إلى حرب بين السنة والشيعة.
وأكد المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وإفريقيا “حسن منيمنة” أن أميركا، باعتبارها القوة العظمى في العالم، تتحمل مسؤولية إشراك الطرفين في الحفاظ على الاستقرار العالمي، موضحًا أنه ليس من الحكمة استثناء إيران بالطريقة التي فعلها ترامب.
وقال إنه لن يفوز أي طرف إلا بهزيمة الإرهاب عبر وقوف السنة والشيعة معًا لمحاربته، مضيفًا أنه على الرغم من أن إيران تشكل أزمة؛ فإنها قد تكون جزءًا من الحل.