فضيحة إعلامية تمت أمس شاركت فيها وسائل إعلام إماراتية وسعودية، فضيحة تتنافى مع أي معايير للمهنية والمصداقية الصحفية التي تسعى إليها أي مؤسسة تعمل في مجال الإعلام، القصة بدأت من أبوظبي عندما نشرت قناتي العربية السعودية وسكاي نيوز الإماراتية تصريحات صحفية عن أمير قطر قالت إنها نُشرت على وكالة الأنباء القطرية، التصريحات المفركة كانت تهاجم مصر ودول خليجية وتشكر في إيران وإسرائيل.
كان مذهلا وصادمًا بالنسبة لي تثبيت الأخبار الكاذبة على شاشات ومنصات القنوات الإماراتية والسعودية لمدة ساعات والتعامل معها على أنها حقيقية رغم صدور نفي رسم رسمي لها، وهنا سقطة أخرى وقعت فيها هذه القنوات، فبعيدا عن نشرها أخبارًا دون الثبت من صحتها، تم أيضاً تجاهل نفيها الرسمي وعدم الإشارة له بأي شكل من الأشكال، وأنا هنا لا أتحدث عما تم من تجهيز مسبق للضيوف أو سرعة في إنتاج فيديوهات مفبركة ونشرها بسرعة شديدة. فقط أشير إلى عدم المهنية في إخفاء رد رسمي عن الجمهور لمدة ساعات والاستمرار في تضليل الجمهور بشكل متعمد.
حسب متابعتي، هذه ليست المرة الأولي لهذه القنوات، في يوليو 2016 أثناء محاولة الانقلاب الفاشل في تركيا تم نشر أخبار مفبركة عن هروب الرئيس التركي إلى ألمانيا على قناة سكاي نيوز، هذه الأخبار قالت عنها القناة بعدما تبين كذبها أنها كانت «متداولة بكثرة»!، فإذا كانت قناة إخبارية تنشر أخبارًا بهذه الدرجة من الحساسية لأنها «متداولة بكثرة» فما الفرق بينها وبين الهواة والمضللين من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي؟
أتفهم أن لكل وسيلة إعلامية سياستها التحريرية وأجندتها الإخبارية وجمهورها المستهدف، لكن هذا لا يبرر نشر الكذب وتزيفيه للمتابعين على أنه حقائق والاستمرار في الترويج له.
كلمة أخيرة للصحفيين، في عالم الصحافة والصحافة الإلكترونية تحديدا الدقة أهم من السرعة بكثير، كصحفي عليك أن تتمتع بحس عالي من الشك فيما تقرأ وتسمع من أخبار حتى تصل للخبر اليقين، فأنت لست متابع عادي لكي تقع مع فخ نشر الأخبار الكاذبة بهذه السهولة، يجب عليك أن تمتلك الأدوات الصحيحة للتثبت من الأخبار لأنك بدونها لا فرق بينك وبين المستخدم العادي.