في كلمته أمام القمة العربية الإسلامية الأميركية في الرياض، شدّد الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز على محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه، مؤكدًا أنه دين السلام والتسامح.
أما الرئيس الأميركي دونالد ترامب فأوضح في كلمته أن مستقبل الشرق الأوسط والسلام فيها لا يمكن تحقيقه دون هزيمة الإرهاب. فكيف رأى رواد هذه القمة معالجة ظاهرة الإرهاب والتطرف ومستقبل السلام في الشرق الأوسط في ضوء نتائجها؟
تقارب وتطابق
في هذا الصدد، أعرب الأكاديمي والمحلل السياسي السعودي الدكتور خالد باطرفي عن اعتقاده بأن الاتفاق في الرؤية بين السعودية وأميركا بشأن توصيف ظاهرة الإرهاب وصل إلى حد التطابق شبه الكامل.
وقال في تصريحات تلفزيونية إن “البلدين يعتبران إيران أساس المشاكل والإرهاب في المنطقة، وكل الخيوط تؤدي إلى طهران؛ بدعمها تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة من الجانب السني، وجماعة الحوثي وحزب الله اللبناني والحشد الشعبي في الجانب الشيعي”.
لكنه أضاف أنه لا يزال هناك خلاف بين البلدين بشأن القضية الفلسطينية، ويجري العمل على حله.
احتمالية دور عسكري عربي
وعما إذا كان يعتقد بدور وشيك لقوة الاحتياط العربية والإسلامية المكونة من 34 ألف جندي، التي أُعلن عن إنشائها في القمة لدعم المواجهة ضد المنظمات الإرهابية في سوريا والعراق عند الحاجة، أوضح “باطرفي” أنه ليس هناك ما يمنع ذلك؛ خاصة أن السعودية وقطر والإمارات تشارك حاليًا في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة في سوريا والعراق.
لغة معتدلة
من جهته قال كبير الباحثين في برنامج السياسة الخارجية بمؤسسة بروكينغز والمستشار السابق في الخارجية الأميركية روبرت ماكنزي إن “لغة خطاب الرئيس دونالد في القمة العربية الإسلامية الأميركية كانت معتدلة وخفّت حدتها إزاء المسلمين؛ خلافًا للغته السيئة أثناء حملته الانتخابية التي ربط فيها بين الإسلام والتطرف”.
وعن اتهام ترامب النظام الإيراني بالمسؤولية عن حالة الاضطراب في المنطقة وإذكاء النزاعات الطائفية والإرهاب ودعوته إلى عزل إيران، أعرب روبرت عن خشيته مما يقوله دونالد “لأنه رجل يقول اليوم شيئًا ويقول غدًا شيئًا مخالفًا”، داعيًا إدارة دونالد إلى توضيح سياستها إزاء إيران بشكل أكثر دقة.
ودعا الباحث الأميركي، في تصريحات تلفزيونية، إدارة دونالد إلى إعطاء أولوية لحل الأزمة السورية خلافًا لإدارة الرئيس السابق باراك أوباما، التي قال إنها سمحت باستمرار المأساة السورية، مؤكدًا أنه إذا لم يجد دونالد دعمًا حقيقيًا من حلفائه في المنطقة فإن نار الأزمة السورية ستحرق جميع دول المنطقة.