شهدت الساعات الماضية ظهور لعدد من مشايخ هيئة كبار العلماء المسلمين في وسائل إعلام خارجية، في ظل الحملة الشرسة التي يقودها الإعلام المصري ضد مؤسسة الأزهر خاصة بعد الفشل في تمرير قانون محمد أبو حامد داخل مجلس الشعب، كما يشن الإعلام حاليا حملة على الشيخ سالم عبد الجليل، بعد اعتباره أن المسيحيين كفار، وأن العقيدة المسيحية فاسدة، فقام مختار جمعة وزير الأوقاف بمنعه من الخطابة، والمطالبة بمحاكمته على تصريحاته.
ظهور الشيخ حسن الشافعي على قناة الشرق
في ظل الحملة الإعلامية الشرسة التي يقودها الإعلام ضد هيئة كبار العلماء المسلمين، وخاصة على عدد من مشايخ الهيئة المعارضين لنظام السيسي، خرج بعض هؤلاء المشايخ على قنوات المعارضة للدفاع عن الأزهر.
وفي حوار مع الشرق القطرية، تحدث الدكتور حسن الشافعي – عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف – بعد طول صمت، عن أن “حملة النظام على الأزهر الشريف حرب مستترة على الإسلام”، لافتًا إلى أنها إحدى حلقات الصراع بين التيارين العلماني والإسلامي، والتي تهدف لتحويل الإسلام من دين وثوابت إلى ثقافة يؤخذ منها ويرد”.
واتهم “الشافعي”، النظام بالوقوف خلف الحملة على الأزهر، مؤكدًا أنها حملة تهدف لتخريبه وهدمه وإراقة دمه باتهامات لا أساس لها من الصحة، نافيًا مسؤوليته عن الدماء التي سقطت في كنيستي طنطا والإسكندرية.
وضمنيًا أوضح الشافعي جزءًا من أسباب الحملة على الأزهر فقال: “إذا أقدم شيخ الأزهر على تكفير تنظيم داعش فسيضع المؤسسة في مربع واحد مع التنظيم، ويفتح الباب لفتنة تكفيرية عظيمة يصير فيها الحليم حيران”.
وأضاف أن “هذه حملة ممنهجة ومرتبة بدأت منذ شهور على الأزهر، وتجاوزت كل الخطوط الحمراء، من خلال تناول جوهر الأزهر، ومناهجه وأساليبه التربوية، بل ونالت من طبيعة الشريعة الإسلامية نفسها، وكأن سقوط هذه المؤسسة وتحطيم رمزيتها وإضعاف هيبة علمائها لدى مسلمي الداخل والخارج، أصبح هدفًا لبعض أصحاب المصالح والأهواء”، موضحًا أن “الحملة على الأزهر هي حملة على الإسلام، وإن أخذت طابعًا مستترًا، فقد بدأت بالهجوم على التراث وعلى الأئمة الأربعة والإمام البخاري، ثم أرادت تحويل الإسلام من دين وثوابت ومسلمات، إلى ثقافة يؤخذ منها ويرد”!.
وردًا على سؤال: هل تعتقد أن الحملة على الأزهر تتم برعاية رسمية من النظام؟ قال الشيخ حسن الشافعي: “للأسف الشديد هذا حقيقي، فالحملة تهدف لتخريب الأزهر وهدمه وإراقة دمه باتهامات لا أساس لها من الصحة، فمن غير المنطقي اتهام الأزهر بالمسؤولية عن الدماء التي سقطت في كنيستي طنطا والإسكندرية، فهل من تورطوا في هذه العملية خريجو الأزهر؟! وهل هناك دليل واحد على تشجيع الأزهر للعنف؟! ولكن مع الأسف نجد الدولة تغري به السفهاء، ويكيد من لا وزن لهم للمؤسسة وللإمام الأكبر”.
الشيخ نصر فريد وصل
واختار الشيخ نصر فريد وصل عضو هيئة كبار علماء الأزهر ومفتي مصر الأسبق، قناة الجزيرة للظهور عليها مجددا بعد طول غياب، فبالرغم من حالة العداء والحرب التي يشنها نظام السيسي ضد هذه القناة، إلا أنها كانت الخيار الأول لعضو هيئة كبار العلماء المؤيد لنظام السيسي والداعم له.
ورغم خطاب الشيخ نصر المتوازن، والذي حرص فيه على عدم مهاجمة القيادة السياسية، إلا أنه شن هجمات على من يهاجم مؤسسة الأزهر، حيث قال: “العلمانيون يحاولون تغيير منهج وثقافة الأزهر، ولن يتمكنوا من ذلك”.
وأضاف: “منهج الأزهر قائم على ثوابت الدين، لا يمكن تغيير الأزهر لهذا السبب، وتحويله إلى أمور ثقافية، كما يريد العلمانيون.. ولن يتمكنوا من ذلك بإذن الله ، والأزهر حاضر بتراثه وبعلمه، ومنهج الأزهر لن يعدلوا أو يغيروا منه شيئًا، وخريجو مؤسسة الأزهر على جانب كبير من التمسك بالعقيدة والشريعة الإسلامية، والدفاع عنهما”.
التهدئة مع الأزهر
بعد رفض تمرير قانون محمد أبو حامد، اختار بعض النواب التهدئة مع شيخ الأزهر، وتوافد العشرات من نواب أعضاء البرلمان إلى مقر مشيخة الأزهر الشريف، أول أمس الثلاثاء، للقاء الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر؛ لتأكيد أن مجلس النواب يدعم وبقوة جهوده في نشر الفكر الوسطي.
وعبّر الوفد البرلماني، برئاسة وكيل المجلس السيد محمود الشريف، عن رفضهم لأي قانون يتطرق إلى المساس بالأزهر وإمامه، بينما رحب “الطيب” بالوفد، مؤكدًا أن الأزهر يدعم وبقوة جهود البرلمان في دعم متطلبات الشعب.
وفى المقابل أكد الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، خلال الجلسة العامة أمس، أن مشروع قانون أبو حامد به عوار دستورى.
أبو حامد يصر على المشروع
وفي المقابل، أكد النائب محمد أبو حامد، وكيل لجنة التضامن الإجتماعي والأسرة بالبرلمان، أنه سيسلم مشروع قانون لتنظيم أعمال الأزهر للمؤسسات الدينية ومشيخة الأزهر خلال الأيام القليلة المقبلة، للاطلاع عليه والتعرف على تفاصيله، لافتا إلى أنه وجد تعاليا كبيرا من تلك المؤسسات في التعامل مع القضية.
وأضاف “أبو حامد”: “كنت أظن أن المؤسسات الدينية متواضعة أكثر من ذلك، لكنهم تعاملوا مع الأمر بمنتهى التعالي، رغم رفضهم كان عليهم أن يكونوا أكثر ديمقراطية فى الاستماع للآخر والتعرف على تفاصيل مشروعي”.
وأشار وكيل اللجنة إلى أنه سيتواصل مع كل نائب موقع على المشروع، للتأكد من أنه لن يسحب اسمه من التوقيع على المشروع، وسيتم مناقشة كافة التفاصيل معه لضمان اقتناعه الكامل به.
وكان الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، أكد أن مشروع قانون الأزهر صفحة وانطوت ولا يوجد قانون بهذا قدم للبرلمان.