تظل حرب يونيو 1967 ملئية بالألغاز والغموض خاصة بعد سقوط العديد من المدن العربية بسهولة غريبة، وإعطاء أوامر للقوات العربية علي كافة الجبهات بالانسحاب، وهو ما جري بمدينة القنيطرة بالجولان السورية، حيث أعلن الرئيس السوري السابق حافظ الاسد سقوط المدينة قبل دخول القوات الاسرائيلية لها عندما كان وزيرا للدفاع وقته.
في هذا السياق كشف الأمين العام المساعد الأسبق لحزب “البعث العربي الاشتراكي”، في سوريا محمد الزعبي عن اعتقاده بأن الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، قد سلم مدينة “القنيطرة” السورية إلى الجيش الإسرائيلي، حين كان وزيرا للدفاع في يونيو 1967، مقابل أن تبقى العاصمة دمشق آمنة، وألا يدخلها جيش الاحتلال الإسرائيلي، قائلًا إن “اسرائيل احتلت الجولان من دون مواجهة عسكرية مع القوات السورية في حرب العام 1967”.
وواصل الزعبي الذي كان وزيرا للإعلام أثناء الحرب، في حديث مع “العربية” قائلًا: “أنه وصله البلاغ الشهير رقم 66، والذي يفيد بسقوط مدينة “القنيطرة”، إلا أنه رفض أن يذيعه، وأرسله حينها إلى قيادة حزب البعث، إلا أنه اضطر لاحقاً لإذاعة البلاغ بناء على طلب من رئيس الوزراء يوسف زعيّن”.
بيان ترقيعي
وأوضح الزعبي، أنه بعد إذاعة البلاغ، اتصل به وزير الدفاع وقتها حافظ الأسد وقال له “ربما تسرعنا في إذاعة البلاغ 66”. ليعمل تاليا على صياغة ما أسماه “البلاغ الترقيعي”.
وأضاف: “كتبت وأذعت البلاغ 67 بالتوافق مع الأسد، وقلنا فيه إن المعارك مستمرة في القنيطرة”، مضيفا “حاولتُ في البلاغ 67 ترقيع ما ورد في الذي سبقه عن احتلال القنيطرة”.
إعلان سقوط المدينة
وأورد وزير الإعلام الأسبق في حواره مع برنامج “الذاكرة السياسية”، عددا من القرائن التي تعزز مقولته بأن “القيادات العلوية المُستأثرة بالسلطة تخلّت عن القنيطرة حتى لا يصل الإسرائيليون إلى دمشق”. حيث ذكر أن رئيس الأركان السوري قال له إن “أقرب دبابة إسرائيلية إلى القنيطرة عندما تركتها كانت تبعد 4 كيلومترات”.
وتابع: “كما أن قيادة فرع البعث في القنيطرة أكدت لعضو القيادة القطرية مروان حبش، عدم سقوطها بعد إذاعة “البلاغ 66″، إضافة إلى أن الضابط فؤاد بريك حمل من القنيطرة 48 صندوقا مرميا فيها مدافع مضادة للدروع، كما يروي الوزير الزعبي، مبينا أنه تم نقل الضابط بريك من الجيش إلى فرع فلسطين، لأنه أدرك أن القنيطرة سقطت بلا مقاومة! هذا فضلا عن أن “سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة نفى أن تكون بلاده احتلت القنيطرة بعد صدور البلاغ 66”.