شارك الرئيس الفرنسي المنتخب إيمانويل ماكرون سلفَه فرانسوا هولاند في الإشراف على الاحتفال بذكرى الانتصار على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية. ويستعد إيمانويل إلى تولّي السلطة وتحدياتها الأحد المقبل، وتواجهه ملفات داخلية وخارجية ملحّة؛ منها قضايا الشرق الأوسط. فهل تحمل السياسات الفرنسية المرتقبة في عهده أي تغيير تجاه ملفات الشرق الأوسط؟
في هذا الصدد، يرى الكاتب والمحلل السياسي الفرنسي برونو جودي أن أفكار إيمانويل بشأن السياسة الخارجية غير واضحة؛ خاصة أنه لم يتحدث عنها كثيرًا إبّان حملته الانتخابية، متوقعًا ألا تختلف في الخطوط الرئيسة عن سياسة وزارة الخارجية الفرنسية الحالية، مشيرًا إلى أن إيمانويل يتسم بالحذر الشديد في هذا المجال.
وقال في تصريحات تلفزيونية إن اختيار إيمانويل لوزير خارجيته سيحدد سياسته الخارجية في الشرق الأوسط والأدنى، متوقعًا أن يختار واحدًا من ثلاثة يعدّون أقوى المرشحين لتولي هذا المنصب؛ وهم وزير الدفاع الحالي جان إيف لودريان، ورئيس الوزراء ووزير الخارجية الأسبق دومينيك دوفيلبان، وسفير فرنسا السابق لدى الأمم المتحدة جيرار أرو.
ووصف المحلل الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه أطلسي الميول وسينتهج سياسة أكثر أوروبية في مجال السياسة الخارجية تجاه قضايا الشرق الأوسط من الرئيس المنتهية ولايته فرانسوا هولاند.
فرنسا والجزائر
وتوقّع برونو جودي أن تكون علاقة فرنسا مع دول المغرب العربي في عهد إيمانويل ماكرون أكثر اعتدالًا، لا تقوم على الوصاية؛ بل الاعتراف المتبادل.
وقال إن إيمانويل يريد إنهاء النزاع التاريخي مع الجزائر، متوقعًا أن تشهد علاقات فرنسا مع الجزائر تغييرًا حقيقيًا.
أوروبا أولا
من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية بباريس الدكتور زياد ماجد إن بلورة سياسة إيمانويل ماكرون الخارجية سترتبط بفريق عمله في قصر الإليزيه أولًا، ووزارة الخارجية ثانيًا، مبينًا أن الأولوية الواضحة الآن لإيمانويل هي الاتحاد الأوروبي لإعادة بنائه على أساس الثنائي الفرنسي الألماني.
وأضاف، في تصريحات تلفزيونية، أن إيمانويل سيراهن على بلورة السياسة الخارجية مع الشرق الأوسط والعلاقة مع روسيا والرئيس الأميركي دونالد ترامب انطلاقًا من التعامل مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي.
وأوضح أن لفرنسا ثوابت في سياستها الخارجية مع قضايا الشرق الأوسط لن تشهد تغييرات جذرية، مشيرًا إلى أنه شديد الحذر فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية؛ رغم تركيزه على إحياء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
الحرب على “داعش”
وتوقع أن يكون ماكرون أكثر تركيزًا وحرصًا على المشاركة العسكرية في الحرب على تنظيم الدولة في العراق وسوريا، في حين أنه من الممكن أن تتبلور سياسة فرنسية جديدة لترتيب الأمور الأمنية في ليبيا، وكذلك في العلاقة مع دول المغرب العربي.