يأتي اليوم العالمي لحرية الصحافة في الوقت الذي تمر به الصحافة المصرية بأسوأ أوقاتها على الإطلاق، وذلك منذ 3 يوليو 2013 وحتى الآن، حيث سقط العديد من الصحفيين شهداء وقتلى ثمنا لأداء واجبهم، فضلا عن اعتقال المئات وصدور أحكام جائرة ضد الصحفيين شملت الإعدام والمؤبد، ومعاناة المرضى من السجناء الصحفيين ووصول بعضهم لحالة شديدة الخطورة ومنهم من أشرف على فقدان البصر أو الفشل الكلوي فضلا عن مرضى القلب، خاصة مع منع العلاج والأدوية عنهم.
وأصدرت كيانات حقوقية، تقاريرها بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة – وهو اليوم الذي يلي ذكرى اقتحام نقابة الصحفيين ويسبق الجمعية العمومية الحاشدة لأعضاء الجمعية العمومية للنقابة يوم 4 مايو – وتناولت عدد الصحفيين المحبوسين والانتهاكات التي تعرضت لها الصحافة والصحفيين.
من بين هذه الكيانات “مراسلون بلا حدود”والتي وضعت مصر في القائمة السوداء ورصدت التراجع الكبير لحرية الصحافة في مصر، وكذلك “الشبكة العربية لحقوق الانسان” و”المرصد العربي لحرية وطن”، و”صحفيون ضد التعذيب”.
الشبكة العربية وذكري اقتحام النقابة
رصدت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، وجود 58 صحفياً في السجون المصرية على خلفية القيام بعملهم الصحفي، وفقاً لإحصاء أجرته بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة.
وقالت الشبكة، في تقريرها الأخير: “يحل اﻻحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة العام الجاري، بينما يقبع خلف أسوار السجون صحفيون مصريون، على خلفية القيام بدورهم في خدمة المجتمع ومراقبة سلطات الدولة، وكشف الانتهاكات ضد المواطنين”.
وأكد التقرير أن اليوم العالمي لحرية الصحافة العام الجاري يوافق ذكرى مرور سنة على اقتحام نقابة الصحفيين لأول مرة منذ إنشائها عام 1941.
وشدد التقرير على أن اليوم العالمي لحرية الصحافة هو مناسبة لتذكير السلطات في مصر بأهمية حرية الصحافة في المشاركة في بناء مجتمع الديمقراطية وسيادة القانون، معتبراً أنه “لا يمكن للصحافة الحرة أن تنمو وسط حالة الخوف والتخوين وحجب المعلومات التى تفرضها السلطة التنفيذية والإعلام التابع لها على الصحفيين المستقلين، فضلاً عن سعي السلطات المنهجي لصياغة القوانين التى تكرس لحكم الفرد”.
صحفيو رصد
وتضمن التقرير قائمة بأسماء الصحفيين والعاملين بمجال الإعلام في السجون المصرية ومنهم محمود عبد النبي عواد، والذي كان يعمل في شبكة رصد قبل حبسه على ذمة القضية رقم 10045 لسنة 2013 إداري أول المنتزة، بتهمة القتل العمد والتجمهر وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة، وحيازة أسلحة نارية، إضافة إلى إبراهيم عبد النبي عواد، مراسل شبكة رصد بالإسكندرية، والمحبوس على ذمة القضية رقم 34150 لسنة 2015 جنايات مدينة نصر أول، والمقيدة برقم 2985 لسنة 2015 كلي شرق القاهرة، والمعروفة إعلامياً بقضية فض رابعة، والمتهم فيها بالقتل، والشروع فى قتل ضباط ومجندين، ومدنيين.
شوكان ورفاقه
وتابع التقرير أن من الإعلاميين المحبوسين محمود عبدالشكور أبوزيد «شوكان»، مصور بوكالة ديموتكس، والمحبوس احتياطياً على ذمة القضية رقم 34150 لسنة 2015 جنايات مدينة نصر أول، والمقيدة برقم 2985 لسنة 2015 كلي شرق القاهرة، والمعروفة إعلامياً بقضية فض رابعة، ويواجه اتهامات بالقتل، والشروع فى قتل ضباط ومجندين ومدنيين.
وضم التقرير شريف عبدالحميد حشمت، “صحفي فى موقع إخوان أون لاين”، محكوم عليه بالسجن المؤبد في القضية رقم 2210 لسنة 2014 جنايات العجوزة، والمقيدة برقم 317 لسنة 2014 أمن دولة عليا، والمعروفة إعلامياً بقضية غرفة عمليات رابعة، وأدين بتهمة الانضمام إلى جماعة أسست على خلاف أحكام القانون، وقلب نظام الحكم، والتخريب العمدي للممتلكات العامة.
أحكام المؤبد
وأشار التقرير إلى أن محمد محمد مصطفى العادلي، يعمل فى “قناة أمجاد”، ومحكوم عليه بالسجن المؤبد فى القضية رقم 2210 لسنة 2014 جنايات العجوزة، والمقيدة برقم 317 لسنة 2014 أمن دولة عليا، والمعروفة إعلامياً بقضية غرفة عمليات رابعة،
أدين بالانضمام إلى جماعة أسست على خلاف أحكام القانون، وقلب نظام الحكم، والتخريب العمدي للممتلكات العامة.
وتابع التقرير أن إسلام جمعة عبدالهادى، مراسل قناة “مصر 25″، محبوس احتياطياً على ذمة القضية رقم 8160 لسنة 2016 جنح السيدة زينب، والمتهم فيها بالانضمام إلى جماعة أسست على خلاف أحكام القانون، والتظاهر دون إخطار، وإمداد جماعة الإخوان بمعلومات، واستخدام موقع التواصل الاجتماعى للترويج لأفكار تلك الجماعة، وجار محاكمته أمام الدائرة 28 جنايات جنوب القاهرة.
وقال التقرير إن وليد عبدالرؤوف شلبى، صحفى بـ”جريدة الحرية والعدالة”، محكوم عليه بالسجن المؤبد في القضية رقم 56458 لسنة 2013 جنايات قسم أول مدينة نصر، والمعروفة إعلامياً بقضية التخابر مع حماس، وإبراهيم خليل الدراوي، ويعمل بجريدة “آفاق عربية”، محكوم عليه بالسجن المؤبد في القضية رقم 2210 لسنة 2014 جنايات العجوزة، والمقيدة برقم 317 لسنة 2014 أمن دولة عليا، والمعروفة إعلامياً بقضية غرفة عمليات رابعة، اتهم بالانضمام إلى جماعة أسست على خلاف أحكام القانون، وقلب نظام الحكم.
المرصد العربي: 97 سجينا
وفي أحدث تقرير له قال “المرصد العربي لحرية الاعلام” أن 97 صحفيا لا زالوا يقبعون في سجون نظام السيسي، مبينا أنه خلال الشهر الأخير فقط تم رصد ثلاث حالات حبس واحتجاز؛ حيث ألقي القبض على أحمد عبد المنعم مدير تحرير مجلة المختار وأحمد أبو دراع الصحفي بـ”المصري اليوم” قبل الإفراج عنه لاحقا، وبدر محمد بدر رئيس تحرير” الاسرة العربية “سابقا.
وتم الحكم بالسجن على 3 أشخاص حيث الحكم بالمؤبد (25 سنة) على اسلام جمعة المصور في قناة مصر ٢٥ المغلقة، و3 سنوات حبس لكل من محمد أبو السول الصحفي بأخبار الْيَوْمَ وأيمن جاب الله مدير تحرير الجزيرة مباشر.
وجاءت حالات الحبس السابقة مقابل حالتي إفراج فقط وشملت عبد الرحمن ياقوت المصور الصحفي بموقع “كرموز” والصحفي محمد اليماني.
انتهاكات السجون
وعلى صعيد الانتهاكات داخل السجون شهد شهر مارس أربع حالات انتهاك للصحفيين بالسجون، أبرزها ما تعرض له الصحفي هشام جعفر الذي تم نقله من مستشفى سجن طرة إلى سجن العقرب قبل اكتمال شفائه حيث يعاني من ضعف بصري شديد وبعض الأمراض الأخرى، وأصدرت أسرته بيانا تحذر فيه من تدهور صحته وتحمل الداخلية مسئولية ذلك، كما أفادت زوجة مسعد البربري، مدير قناة أحرار 25، أن زوجها النزيل بسجن وادي النطرون ممتنع عن أستقبال زيارات أسرته بسبب تعسف إدارة السجن معه، كما تم التجديد للصحفي أحمد عبد المنعم دون إخطار محاميه.
وشهد شهر مارس 57 حالة بلاغات ومحاكمات؛ أغربها تلك الواقعة التي تمثلت في التجديد للصحفيين حمدي الزعيم ومحمد حسن وأسامة البشبيشي لمدة 45 يوما بعد صدور قرار بالإفراج عنهم من المحكمة ورفض استئناف النيابة ومع ذلك تم التجديد لهم، كما شهد هذا الشهر عدة أحكام بالسجن منها “الحكم بـ10 سنوات على كل من أيمن نور ومعتز مطر ومحمد ناصر وحمزة زوبع، والحكم بالسجن 5 سنوات علي الاعلامي أسامة جاويش وكذلك الإعلامية آيات العرابي.
وفي سياق آخر رفضت محكمة القضاء الإدارى الدعوى التي قام برفعها محامي الصحفي حسن القباني ضد رفض إدراجه في كشوف انتخابات التجديد النصفي لمجلس نقابة الصحفيين بالإضافة إلى البلاغات الأخرى.
منع تغطية
وبخصوص المنع من التغطية فقد شهد هذا الباب خلال شهر مارس 11حالة منع التغطية سواء بمؤسسات حكومية أو محاكم أو نوادي وجامعات ومؤسسات خاصة، ولكن اللافت في هذا الشهر التعنت الواضح ضد صحفي المحافظات ومنعهم من التغطية خاصة الصحفيين أبناء المحافظة التي تشهد الحدث في حين تم السماح لباقي الصحفيين المصاحبين لضيوف المحافظة وهذا ما شهدته محافظة السويس والأقصر وبني سويف وغيرها من المحافظات الأخرى.
اعتداءات بدنية
وشهد شهر مارس اعتداءات بدنية ومداهمات بلغت 5حالات أبرزها ما تعرض له سعيد بريك، مراسل وكالة “أونا” الإخبارية بالفيوم، للخطف والإعتداء بالضرب، على يد عدد من حراس أحد أصحاب المطاعم كما تعرض فريق عمل قناة “صوت مصر” بمحافظة دمياط، للاحتجاز داخل أحد المخابز بالمحافظة، أثناء قيامهم بتصوير تقرير وكذلك اعتدي أهالي في محافظة الشرقية بالضرب على الإعلامية “ريهام سعيد” وطاقم التصوير.
وبخصوص إغلاق البرامج والصحف ووسائل الإعلام شهد شهر مارس 3 حالات إغلاق ومنع حيث قامت وكالة أنباء رويترز البريطانية بإغلاق موقع “أصوات مصرية”كما ، رفضت مؤسسة الأهرام، طباعة العدد الأسبوعي لجريدة “المصرية” الأسبوعية وأوقف المجلس الأعلى للصحافة ترخيص صحيفة «البديل» الورقية (خاصة)، وعدد آخر من الصحف.
وعلى صعيد فصل صحفيين تم خلال شهر مارس حالة فصل واحدة شملت 70 صحفيا تحت التمرين بجريدة “صوت الامة ” بعد شرائها من جانب رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة وقام بتعيين خالد صلاح نائبا لرئيس مجلس الإدارة
وكانت هناك حالة حظر نشر وقيود واحدة تمثلت في إقالة العميد أيمن الشريف، رئيس مدينة القرنة من منصبه بسبب تصريحات صحفية له بشان شيخ الأزهر.