جاءت تحذيرات إسرائيل لرعاياها من السفر إلى تونس لتكشف المخاوف من استهداف رعاياها بعد عملية اغتيال المهندس التونسي محمد الزاوري عضو” كتائب القسام” الفلسطينية وهو الأمر الذي اعترفت به أجهزة أمنية إسرائيلية وكشف عنه تحقيق بثته قناة الجزيرة مؤخرا، وليس بداعي عمليات ارهابية بتونس كما زعم التحذير.
تحذير وتخوف
ورغم أن مكتب “مكافحة الإرهاب”، في إسرائيل حذر اليوم الأربعاء، الإسرائيليين من السفر إلى تونس، بدعوى أنها قد تشهد “هجمات إرهابية متنوعة في أماكن مختلفة من البلاد”، إلا ان المؤشرات تؤكد التخوف الكبير من رد فعل علي اغتيال الزواري
ومما يؤكد هذا التخوف دعا المكتب في بيان نشرته القناة الإسرائيلية السابعة المواطنين الإسرائيليين المتواجدين في تونس حاليًا، لمغادرتها فورًا
تفاصيل عملية الاغتيال
وكشف تحقيق تلفزيوني بثته قناة “الجزيرة” ، تفاصيل جديدة عن عملية اغتيال المهندس التونسي، محمد الزواري، في مدينة صفاقس، جنوبي تونس نهاية العام الماضي.
واشار التحقيق، الذي بُث مساء الأحد، إلى أن بدايات عملية اغتيال الزواري كانت بإعلان شخص يدعى يوهان “لم يكشف جنسيته أو أي تفاصيل حوله” عبر مواقع للتواصل الاجتماعي عن وظائف لشركتين منفصلتين.
وذكر أن يوهان تمكن بالفعل من استقطاب الصحافية التونسية مها بن حمودة، والشابين التونسيين سالم السعداوي وسامي المليان، للعمل معه في شركتين منفصلتين أدارهما بنفسه باسمين وهميين.
وأشار التحقيق إلى أن يوهان طلب من الصحافية تصوير مقابلات مع الزواري والتركيز على شخصيته، فيما طلب من الشابين شراء شرائح اتصال تونسية وسيارتين ومنزل يطل على «نادي الطيران» الذي يعمل به المهندس التونسي.
وفي 14 ديسمبر 2016، قبل تنفيذ عملية الاغتيال بيوم واحد، طلب يوهان من الشابين ترك السيارتين اللتين بحوزتهما في مكان محدد إلا أن السعداوي رفض ذلك، فأبلغه يوهان بفصله وزميله المليان من العمل.
وحسب التحقيق، فإن يوهان طلب من الصحافية بن حمودة استئجار سيارتين قبل عملية الاغتيال بيوم واحد، ومغادرة البلاد بعد تسلمها مبلغا من المال وعلبة حلوى «يعتقد أنها مسمومة».
وقال التحقيق إن «منفذي عملية الاغتيال تسلما السيارتين اللتين استأجرتهما الصحافية التونسية وتنقلا فيهما بحرية داخل مدينة صفاقس وعند الساعة (11.00 صباحا بالتوقيت المحلي)، دخلا مقهى قريبا من منزل الزواري، ثم خرجا لينتظرا عودة الأخير إلى بيته ونفذا عملية اغتياله».
وأشار إلى إمكانية استخدام المنفذين ميناء صفاقس البحري البعيد 5 كيلو مترات عن منزل الزواري للهرب بعد تنفيذ الاغتيال، حيث وجدت السيارتان المستخدمتان في العملية على مسافة بعيدة عن منزل المهندس التونسي وفيها أسلحة وحقيبة مضادة للماء.
تونس تحقق
وذكر التحقيق أن الأمن التونسي اكتشف أمر الصحافية بن حمودة والشابين السعداوي والمليان، وحقق معهما حول حادثة الاغتيال.
ولفت إلى أن الصحافية والشابين تعرفوا خلال التحقيق، على شخص يدعى سليم بو زيد وقالوا إنه التقاهم في العاصمة السويسرية فيينا، دون تقديم مزيد من التفاصيل حول مجريات التحقيق.
وفي تفاصيل أخرى، كشف التحقيق أن نادلاً في المقهى الذي دخله المنفذان قبل العملية، قدم مواصفات لشخص تطابقت مع أوصاف بحار روسي يدعى مارشينكوا يغفيني الذي تواجد في ميناء صفاقس قبل يومين من الاغتيال.
وحسب الوثائق، التي كشفها التحقيق، فقد أوقف الأمن التونسي البحار الروسي، إلا أنه أفرج عنه بعد أن تراجع نادل المقهى عن شهادته في خصوص مواصفات المنفذ.
30 طائرة بدون طيار
وفيما يتعلق بعمل المهندس التونسي مع كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة «حماس»، ذكر شخص عُرف بأبو محمد، «أحد رفاق الزواري»، أن الأخير انتقل إلى سوريا في العام 2006، وارتبط بالقسام من هناك، وأصبح الركن الأساسي لنجاح مشروع الطائرات بدون طيار في ذلك الوقت.
وأضاف أبو محمد، بأن الزواري ترأس زيارة استكشافية إلى إيران مع فريق عمل من «القسام» التقى خلالها خبراء إيرانيين مختصين بالطائرات من دون طيار.
وكشف عن أن الزواري وفريقه أتموا تصنيع 30 طائرة في إحدى منشآت الصناعات الإيرانية آنذاك.
وأوضح التحقيق أن الزواري أشرف على تطوير أول نموذج لطائرة بدون طيار أهداها ضابط عراقي في نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لـ”كتائب القسام”، قبل تطويرها في إيران.
وفي سياق التحقيق، اتهم صحافي يعمل مع القناة العاشرة الإسرائيلية، إسرائيل بالوقوف وراء اغتيال الزواري، وقال إنها “(إسرائيل) لديها المصلحة في تنفيذ هذه العملية”.
واغتيل الزواري، في 15 ديسمبر من العام الماضي أمام منزله في صفاقس التونسية، بطلقات نارية استقرت في رأسه وصدره.
وفي وقت سابق، أعلنت كتائب القسام أن الزواري هو “أحد القادة الذين أشرفوا على مشروع طائرات الأبابيل (طائرات بدون طيار)”.
كما اتهمت القسام إسرائيل باغتيال الزواري، فيما كان تعليق وزير الدفاع الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان، في تصريح صحافي، أن “إسرائيل تفعل ما يجب القيام به للدفاع عن مصالحها”، دون الاعتراف صراحة بالوقوف وراء الاغتيال.
ويسافر آلاف اليهود في مايو من كل عام إلى جزيرة “جربة” التونسية، لأداء شعائر الحج في كنيس “الغريبة”، الموجود فيها، والذي يعتبر أقدم كنيس يهودي في أفريقيا.