خالف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعوده الإنتخابية منذ وصوله للبيت الأبيض في يناير الماضي، فعلى سبيل المثال لم يسحب أمريكا من إتفاقية التجارة الحرة الخاصة بأمريكا الشمالية، ولم يستمر في وعده بالتخلص من إتفاقية إيران النووية والتى تضع قيود على البرامج النووية لطهران في مقابل إعفاءها من العقوبات الإقتصادية.
و استمر الرئيس الأميركي في عدم توضيح سياسته تجاه إيران، مما قد يتسبب فى إحداث إنقسام بين أمريكا وحلفائها وتقوية موقف المتشددين في إيران.
وقال موقع “لوس أنجلوس تايمز” في تقريره: أن:” الرئيس الأميركي يعتبر محقاً في تخوفه بسبب دعم إيران لميليشيات موالية لها في لبنان واليمن وأفغانستان وإستمرارها في إختبار صواريخها الباليستية، ولكن يمكن للرئيس الأمريكي الرد على هذه الإستفزازات دون رفض إتفاقية تعتبر في مصلحة بلده كما هي في مصلحة إيران”.
وفي 18 إبريل الماضي أرسل وزير الخارجية الأميركية برسالة للكونجرس يخبرهم فيها بإمتثال إيران بإلتزاماتها بموجب ما يسمى خطة العمل الشاملة المشتركة، وتنص الإتفاقية على تفكيك طهران للكثير من البنية التحتية النووية التى جمعتها، بالإضافة لإجراء تفتيش على مواقعها النووية الإيرانية المعروفة وإمكانية إعادة فرض عقوبات في حالة انتهاكها لهذه الإتفاقية.
ولكن أشارت تقارير أن هذه الرسالة تم تنقيحها بطلب من البيت الأبيض ليشمل تشكيك بشأن الإلتزام طويل المدى بالإتفاقية، وقال تيلرسون أن إيران تعتبر دولة راعية للإرهاب من خلال العديد من الاساليب مضيفاً أن ترامب طلب بشكل مباشر مراجعة شاملة يقودها مجلس الأمن القومي لخطة العمل الشاملة المشتركة لتقييم ما إذا كان تعليق العقوبات المرتبط بالخطة أمر هام لمصالح الأمن القومي الأمريكي.
واستمر تيلرسون في نشر الشكوك بشأن التزام أمريكا بالإتفاقية، وفي إجتماع لوزارة الخارجية، عبر عن قلقه من عدم تحقيق الإتفاقية لهدفها بجعل إيران دولة غير نووية، وأن يكون تأثيره مؤقت بحيث تستطيع طهران تطوير برنامجها النووي بعد سنوات.
وقالت لوس انجلوس تايمز أن بعض القيود على برنامج إيران النووي تعتبر مؤقتة، ولكنه اعتبر الأشخاص الذي قاموا بصياغة هذه الإتفاقية من أجل تأخير قدرة إيران على بناء قدرة نووية أفضل من عدم وجود إتفاقية على الإطلاق، وهو ما يعبر عن وجهة نظر حلفاء أمريكا.
وأضافت الصحيفة أن ترامب عمل على زيادة الإرتباك من خلال التأكيد على أن إيران لا ترقى لروح الإتفاقية، ولكن تعتبر هذه الإتفاقية قابلة لعدة تفسيرات.
وتوقعت الصحيفة أن تفسير ترامب ينطوي على إعتقاده أنه في مقابل تخفيف العقوبات والتى أقرتها الإتفاقية، لن توقف إيران فقط بعض جوانب برنامجها النووي، ولكنها أيضاً ستوقف إختبار صواريخها النووية، وكذلك سوف تقلل من دعمها للميليشيات المسلحة في الغرب.
وأكدت الصحيفة أنها تتفق مع ترامب في كون أفعال إيران تعتبر استفزازية ومعادية لمصالح أمريكا، مضيفة أنه على الرغم من ذلك إلا أن أمريكا يمكنها إتخاذ عدة خطوات لمنع إيران من هذه الإستفزازات دون التشكيك في جدوى خطة العمل الشاملة المشتركة أو السعى لتقويضها.
وقالت الصحيفة أنه في فبراير الماضي كان رد إدارة ترامب على إختبار طهران لصاروخ متوسط المدى من خلال فرض عقوبات جديدة على 13 فرد و 12 كيان مرتبط ببرامج الصوارخ، مضيفة أن الأزمة تكمن في رغبة أعضاء من إدارة ترامب ومن الكونجرس أن يفرض عقوبات أكثر على إيران والتى من شأنها أن تنتهك إتفاقية الاسلحة النووية.
وأكدت الصحيفة أن ترامب يعتقد أنه من خلال تلويحه بإحتمالية ترك الإتفاقية سيجعل إيران تتخلى عن أساليبها المتبعة على أكثر من جبهة، موضحة أن هذه الإستراتيجية تعتبر خطيرة .
وشددت الصحيفة على ضرورة توضيح ترامب أنه طالما التزمت طهران بالإتفاقية ستفعل أمريكا ذلك أيضاً.