قالت حركة “حماس” إنها بصدد الإعلان عن وثيقتها السياسية اليوم الاثنين في العاصمة القطرية الدوحة، وسيحضر هذا اللقاء رئيس المكتب السياسي خالد مشعل وقيادات من الحركة.
وقال مسؤولون بـ”حماس” إن هذه الوثيقة تعتبر خطوة جديدة لتغيير نهج الحركة المحافظ الذي يدعو إلى تدمير “إسرائيل”؛ وذلك سعيًا إلى تخفيف حدة التوترات ولإنهاء عزلها الدولي.
وبعد سنوات من المداولات الداخلية، ستعلن أخيرًا الحركة عن وثيقة جديدة من خلال المؤتمر الذي سيعقد الاثنين، والذي سيقبل رسميًا فكرة إقامة دولة فلسطينية في الأراضي التي تحتلها “إسرائيل”. وحتى لا تدخل في صراع مع المتشددين بداخلها، فإن الحركة لن تلغي ميثاقها الأصلي؛ ولكن سيعتبر ذلك بمثابة تكملة له، ولن يكون هناك اعتراف بـ”إسرائيل” كما يطالب المجتمع الدولي.
وقال مسؤول بارز بالحركة لوكالة “أسوشيتد برس” إن الوثيقة الجديدة ستعرض بوضوح هدف إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس في حدود 1967، مضيفًا أنه لن يكون هناك أي اعتراف بالكيان الصهيوني.
وقال القيادي بـ”حماس” باسم نعيم لصحيفة “ميدل إيست آي” إن الوثيقة الجديدة جاءت نتاج أربع سنوات من المناقشات داخل الحركة، بينما قال القيادي أحمد يوسف لوكالة “أسوشيتد برس” إن الوثيقة المحدثة تعتبر أكثر اعتدالًا وستساعد في حمايتهم من اتهامات العنصرية ومعاداة السامية، مضيفًا أنهم سيميزون بين اليهود كمجتمع ديني وبين الاحتلال والكهيان الصهيوني.
في الوقت ذاته، أصرّ القيادي بالحركة محمود الزهار أنه لن يتيغر موقف الحركة من التزامهم بالمقاومة المسلحة ضد “إسرائيل”؛ وهو ما تسبب في وضعهم في قوائم الإرهابيين من الاتحاد الأوروبي وأميركا.
وأضاف الزهار في تصريح لصحيفة “ميدل إيست آي” أن الوثيقة الجديدة تعتبر أداة للمستقبل؛ لكنها لن تغير في مبادئهم التي تبنّوها منذ سنوات، مؤكدًا أن المقاومة ستستمر في قتال “إسرائيل” بكل ما لديها.
وتمكنت حماس من الانتصار في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية في 2006؛ ولكن المجتمع الدولي رفض التعامل مع أي حكومة تتضمن وجود حماس حتى تتخلى عن العنف وتعترف بـ”إسرائيل” واتفاقيات السلام السابقة.
وقال مسؤول بحماس لصحيفة ميدل إيست آي، رفض ذكر اسمه، إن الوثيقة الجديدة تهدف أيضًا إلى تعزيز جهود التصالح بين حركتي فتح وحماس.
وتؤكّد الوثيقة الجديدة أن أهداف الحركة سياسية وليست دينية؛ وهو ما سيسهل دخولها إلى منظمة التحرير الفلسطينية التي يقودها الرئيس الفلسطيني الحالي محمود عباس.
كما تتخلى الوثيقة الجديدة عن الإشارة إلى الإخوان المسلمين التي كانت مرتبطة بها عند تشكيلها، وهو ما قد يقلل من حدة التوترات مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي عمل على الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي في 2013 وقاد منذ ذلك الوقت هجمة شرسة على جماعة الإخوان وكل الجماعات التابعة لها؛ منها حركة حماس.
وقال المحلل السياسي مخيمر أبو سعدة إن الوثيقة الجديدة يمكن أن تعزز علاقات حماس مع الدول العربية والنرويج وسويسرا وروسيا الذين لم ينضموا إلى حملة مقاطعة الحركة، ولكنه من الصعب أن تصلح علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي وأميركا.
وأضاف أبو سعدة أن حماس تحاول تغيير نظرة المجتمع الدولي والعالم العربي إليها، موضحًا أن ذلك قد يساعد الدول التي تتواصل معها الآن في إضفاء الرسمية على التعاملات معها، مؤكدًا أنها إذا لم تقبل بحل الدولتين فإن المجتمع الدولي سيستمر في وضعها على القوائم الإرهابية.