يواجه أهالي الغوطة الشرقية على مدار أربع سنوات قصف قوات بشار الأسد لقراهم ومدنهم وبلداتهم، فضلًا عن حصارهم. ومع ذلك، ظل أملهم متعلقًا بأن تتمكن فصائل المعارضة المسلحة من هزيمة قوات النظام أو إبعادهم قدرًا عن المدينة.
إلا أنهم اليوم يراقبون، بشيء من الاعتراض والألم، ما يدور بين هذه الفصائل من اقتتال داخلي بسبب خلافات وقعت بينها؛ حتى تجاوز عدد القتلى خلال أيام بسبب هذا الاقتتال العشرات.
فما هي طبيعة الخلافات التي وقعت بين الفصائل السورية المعارضة في الغوطة الشرقية؟ ولماذا لم يتم تجاوزها؛ خاصة وأن قوات النظام استغلّت هذا الاقتتال وتقدّمت على الأرض في الغوطة الشرقية وما حولها على حساب الفصائل المسلحة؟
رسالة إلى موسكو وواشنطن
وفي هذا السياق، يقول الكاتب والإعلامي السوري المعارض بسام جعارة إن هذه المعركة ليست الأولى بين “الإخوة الأعداء”؛ ففي عام 2016 جرى قتال طويل أدى إلى مقتل مئات الأشخاص وخسارة مساحات عريضة من الغوطة.
وأضاف، في تصريحات تلفزيونية: يبدو أن مسألة مقتضيات التسوية المحتملة تقتضي من فصيل أن يُظهر نفسه أمام العالم بأنه معتدل يقاتل التطرف والإرهاب، معتبرًا ما جرى غير مقبول وغير مبرر؛ ولا يوجد له أي سبب سوى الأجندة الأخرى التي تعمل عليها بعض الأطراف للوصول إلى تسوية.
وتابع: “يريدون أن يُقدّموا أنفسهم أمام الروس والأميركيين على أنهم ليسوا فصائل متطرفة ويمكن أن يقبلوا بأي تسوية مع النظام”.
الثمن “دوما”
ونقلًا عن تلفزيون “الجزيرة”، أشار الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء فايز الدويري إلى أن الاقتتال بين فصائل المعارضة السورية المسلحة أدى في السابق إلى خسارة مناطق عديدة كان الثوار يسيطرون عليها لتسقط في أيدي النظام؛ معتبرًا أن مصالح “أمراء الحرب” هي التي دفعت إلى هذا الاقتتال.
وقال الدوري إنه إذا استمر القتال بين هذه الفصائل وكان النظام فعلًا يرقب بعين الخبير الاستراتيجي فأمامه القدرة العملياتية والميدانية لحسم أمر الزاوية الجنوبية الشرقية؛ فهو يسيطر على الجزأين الجنوبي والأوسط من الغوطة، وهو على أبواب عربين وزملكا، وإذا عمل إحاطة استراتيجية فلن يكون الثمن برزة والقابون وتشرين وجوبر؛ بل ستكون “دوما” هي الثمن.
وأضاف أن النظام لديه القدرة الجوية وقابلية الحركة والهجمات المساندة على الأحياء الثلاثة؛ ولذلك فنحن أمام عملية تستهدف الزاوية الجنوبية الشرقية من الغوطة، بما فيها دوما.
وتتقاتل ثلاثة فصائل مُعارِضة مُسلّحة في الغوطة الشرقية، وهي جبهة تحرير الشام وفيلق الرحمن وجيش الإسلام.