دافع راشد الغنوشى، رئيس حركة النهضة، خلال زيارته للسودان، عن دعوته للفصل السياسي عن الديني، لافتا إلى أنه فصل وظيفي يعني فصل النشاط الدعوي عن النشاط السياسي، فلا ينبغى للحزب أن يكون مشغولاً بكل شيء، فالحزب مهمته سياسية، والمجتمع المدني يقوم ببقية أجزاء المشروع الإسلامي.
وشدد “الغنوشي” في حواره مع صحيفة الرأي العام السودانية على أنه لا ينبغي للتنظيمات التي تشتغل للإسلام أن تكون شاملة هي أيضاً، موضحا: “كون أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إمام الصلاة، وكان القاضي وكان القائد العسكري والمفتي، فإن هذا لا يعني أن رئيس التنظيم الإسلامي ينبغي أن يكون إماماً وقاضياً وقائداً عسكرياً”.
وتعليقا على الأحداث والاضطرابات التى تشهدها تونس؛ قال الغنوشى: “تونس بخير إن شاء الله، وهي تمر بمرحلة انتقالية من نظام دكتاتوري إلى نظام ديمقراطي، ويعتبر انتقالها ناجحاً واستثنائياً لا سيما على المستوى السياسي”، لافتا إلى أنها تعمل الآن على أن ترفق انتقالها السياسى والديمقراطي بانتقال اقتصادي اجتماعي يوفر الشغل ويوفر الكرامة للشباب الذين قاموا بالثورة من أجل الحرية ومن أجل الكرامة والشغل.
ولفت إلى أن التجارب الإسلامية يجب أن تستفيد بعضها من بعض، وكل تجربة تتفاعل مع محيطها وتحاول أن تستخرج أفضل ما يمكن أن يستخرج، وليس هناك نموذج يحتذى مطلوب نقله من مكان إلى آخر، لكل بلد أن يصنع نموذجه وأن يتفاعل بشكل خلاق بين قيم الإسلام الثابتة وبين الواقع المتغيّر.
وثمن “الغنوشي” الحوار الوطني في السودان، لافتا إلى أن الخرطوم استفادت من التجربة التونسية، التي تبنت التوافق بين أحزاب مختلفة إسلامية وعلمانية يمينا ويسارا في تجاوز هذه الاختلافات وتجنب الاستقطابات والوصول إلى دستور توافقي والوصول إلى تجربة انتقالية استثنائية ناجحة.