أثار فيديو “تسريب سيناء”، الذي أذاعته قناة “مكملين” التابعة للإخوان، موجة من الاستياء في الوسطين المصري والعالمي.
وقالت الصحفية المهتمة بشأن الشرق الأوسط “أميلا سميث” إنه على الرغم من الشكوك حول صحة هذا الفيديو؛ فإن منظمة العفو الدولية أكدت صحته، موضحة أنه في ديسمبر الماضي نُشر فيديو في موقع تابع للحكومة لجثث الضحايا أنفسهم مع وجود ستة جنود، وقال أحدهم إن هذا انتقامٌ للجنود الذين قتلهم الإرهابيون.
وأضافت أميلا في مقالها بموقع “ميدل إيست مونيتور” أنه وفق تحليل أجرته منظمة العفو، وُضعِت أسلحة بجانب الجثث لتُظهرهم وكأنهم قُتلوا في تبادل إطلاق رصاص. ومن التفاصيل الأخرى التي ظهرت في الفيديو العربات التي أقلّت الضحايا قبل إعدامهم، مؤكدة أنها صنعت في أميركا.
حظر أميركي
وأوضحت أنه كلما يحدث انتهاك لحقوق الإنسان في مصر تظهر نقاشات حول الدور الأخلاقي لأميركا؛ بسبب إمدادها لمصر بالدعم العسكري، حيث تعد الولايات المتحدة مورّدًا أساسيًا لمصر، وعلى الرغم من وجود تأثير لهذه النقاشات؛ فإنها سريعًا ما تنتهي وتعود أميركا إلى التوريد.
وأشارت إلى أنه تم تعليق جزء من هذه الإمدادات بعد شهرين من مذبحة رابعة التي وقعت في أكتوبر 2013 وراح ضحيتها حوالي ألف شخص، ولكن بحلول أبريل 2014 واصلت أميركا مساعدتها العسكرية لمصر، وقدّرت بحوالي 650 مليون دولار، بجانب طائرات هيليكوبتر.
وأكدت أن أميركا تمكّنت من إيصال رسالة لمصر أنها ستستمر في التعامل معها؛ ما جعل ضباط الجيش يعتقدون أن إطلاق الرصاص على عدد من الأشخاص أمرٌ طبيعيٌ ولن تتم محاسبتهم.
وقالت أميلا إن القانون الأميركي يحظر تمويل الجهات التي تنتهك حقوق الإنسان، ولكن هذا لا يحدث؛ حيث استمرت أميركا في دعمها لمصر على الرغم من وجود دلائل على حدوث انتهاكات.
نتائج عكسية
وأكدت أن فرع داعش في سيناء، المسمى “ولاية سيناء”، استهدف الشرطة والجيش والمجتمع المسيحي. وفي المقابل، بدأ الجيش حملة اعتقالات عشوائية وإخفاءات قسرية وفرض حظر تجوال وأغلق الطرق ومنع دخول الإعلام والمراقبين المستقلين، وأصبح الشعب يخشى من داعش ومن الحكومة.
وأضافت أنه في 25 أبريل الماضي قال خبراء للكونجرس إن مصر دولة استبدادية متعثرة وعلى أميركا إعادة التفكير في مساعداتها لمصر، التي تصل إلى 1.5 مليار دولار، مضيفة أن الخبراء عبّروا عن قلقهم من حكم الدولة على أيدي العسكر ومن خسارة مصر تأثيرها في المنطقة؛ ما يعني أن المساعدات العسكرية تأتي بنتائج عكسية.
وأشارت إلى أن المساعدات العسكرية الأميركية لمصر هدفها التعاون في مواجهة الإرهاب ولتحقيق مصالح الأمن القومي. وعلى الرغم من ذلك؛ لم تأت معظم المعدات بنتائج في حرب مصر على الإرهاب، موضحة أن سياسة مصر في التعذيب تسببت في انضمام عديدين إلى داعش، وفشلت أيضًا في إيقاف الإرهاب في المنطقة.
قبل مذبحة أخرى
وأوضحت أميلا أن المتظاهرين في 2011 وجدوا جملة “صنع في أميركا” على عبوات الغاز المسيّل للدموع التي استخدمتها قوات الشرطة ضدهم، مؤكدة أنه تم إمداد وزارة الداخلية بها من شركة أميركية باعت قنابل الغاز أيضًا للشرطة الإسرائيلية ولنظام زين العابدين الذي أطيح به من تونس.
وفي 2015 بدأ داعش في بناء ترسانته من الأسلحة الأميركية التي باعتها أميركا للحكومة العراقية ووضع داعش يده عليها بعد هروب القوات العراقية من الموصل، وساعدته في السيطرة على الموصل وتكريت والفلوجة وقتل آلاف المدنيين.
وشددت أميلا على أنه حان الوقت لأميركا لإعادة التفكير بشأن مساعدتها لمصر قبل حدوث أي مذبحة أخرى.