لم تكن الملكة إيزابيلا، التي استطاعت أن توحد إسبانيا وتطلق أول قوة عظمى في التاريخ، السيدة الوحيدة التي شنّت حروبًا. ووفقًا لبحث أعدّه المكتب الوطني للاقتصاد، وصلت احتمالية بداية ملكات أوروبا للحروب بين عامي 1480 و1913 إلى 27% مقارنة بالرجال.
ووفقًا لهذا البحث، الذي كتبه الاقتصاديان قندريلا دوب واس بي هاريش، فإن الملكات فضّلن تجميع الأراضي خلال عهدهن؛ منهن الملكة إيزابيلا.
وقالت الصحفية الاقتصادية “جوين جويلفورد” إن تفوق النساء على الرجال في شنّ الحروب جاء بسبب نظام إدارتهن للممالك واختلافه الجذري عن الملوك، مضيفة أنه خلال تاريخ أوروبا يتضح أن الملكات المتزوجات كنّ أكثر عدوانية من الملوك.
واعتبرت جوين أن الملكات استفدن من “زواج المصالح” أكثر من الملوك، وأدخلن أزواجهن إلى الحكم؛ وهو ما لم يفعله الحُكّام الرجال.
وعلى الرغم من قيادتهن للدولة؛ لم تستطع الملكات دخول الجيش. وبينما خططت إيزابيلا للحملات العسكرية وحشدت الجنود، قادهم زوجها في أرض المعركة؛ ولذا حاولت الملكات الزواج بأشخاص يثقن بهن ليكونوا شركاء يقودون لهن المعارك، وأدت هذه المشاركة إلى الفعالية في القيادة.
ومن بين 34 ملكة، انضمت قرابة 16 منهن مع أزواجهن في الحكم بتعاون صريح، وحتى دون هذا التعاون الصريح ظل الزوج شريكًا هامًا؛ حيث كان الأمير ألبرت المستشار الأقرب للملكة فيكتوريا، وكان له تأثير قوي على إدارتها لمستعمرات بريطانيا.
وكان من الصعب على الملكات إيجاد أشخاص يثقن بهن؛ حيث يحيك أفراد العائلة المؤامرات لإحداث انقلاب. أما بالنسبة إلى الأزواج الذين شاركوا زوجاتهم الملكات في الحكم، فكان يسهل الثقة بهم؛ إذ لم يكونوا في وضع منافسة مع شريكاتهم.
وقال دوب وهاريش من خلال بحثهما إنه من المفارقات أن إجبار السيدات على تنظيم قيادتهن بطريقة مختلفة عن الرجال عمل على تقوية الموارد المالية والتحالفات الضرورية لمهاجمة الدول الأخرى.
وكانت احتمالية السيطرة على الأراضي في الحروب التي تقودها السيدات أكثر، ولكن أكد هاريش ودوب أن السياسات الجيوسياسية كانت مسؤولة عن هذه المكاسب.
ومع تزايد التعاون بين الأزواج والزوجات، بدأت شكوك بأن الرجال هم من كانوا يتخذون القرارات؛ وللتأكد من عدم صحة ذلك شرع الباحثان في الكشف عن السيدات غير المتزوجات اللاتي حكمن، وظهر أنهن كانوا بعدوانية أي قائد.
وأوضح البحث أن عديدًا من الممالك كانت تبدأ حروبًا ضد الملكات غير المتزوجات؛ بسبب اعتقاد الجميع أن حكم السيدات ضعيف، وأعلن فريدريك الثاني ملك بروسيا أنه لا يجب السماح للنساء بالقيادة في أي منصب.