في كابوسٍ تعيشه سوريا والعراق في حربهما المستمرة ضد “داعش”، استمر عدد ضحايا المدنيين في التزايد، وفشلت المصادر المحلية والعالمية في معرفة العدد الحقيقي للقتلى، ولم يُبدِ التحالف الذي تقوده أميركا أي نية في التحرك.
وقالت هيئة الأمم المتحدة إن الحرب الحالية في سوريا والعراق، والتي تسببت في قتل المدنيين وتشريدهم، تعتبر أكبر كارثة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية؛ ولا يبدو أنها ستنتهي في أي وقت قريب.
وقالت صحيفة “سبوتنك” في تقريرها إنه مع الاستثمار العسكري الذي قام به الغرب في المنطقة لا يبدو أنهم يرغبون في إنهاء هذه المذبحة؛ حيث يتيح نشر القوات في أراضٍ بعيدة عن الوطن لواشنطن وحلفائها تطوير التكنولوجيا الجديدة دون تعريض مواطنيهم إلى الخطر.
ويختلف عدد القتلى وفق مصادر عديدة، وفي ضربة حديثة للتحالف الذي تقوده أميركا قتل ما يقرب من 300 مدني؛ لتتم إضافتهم إلى قائمة الآلاف أو عشرات الآلاف من القتلى المدنيين في الحرب المستمرة ضد “داعش”.
وقالت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية إن التقديرات الحالية تقول إن هناك ما يقرب من 300 ألف مدني و500 ألف قتلوا في الحرب على الإرهاب، وقيل إن عدد الإرهابيين في 2014 لم يزد على 30 ألف شخص.
وقالت الصحيفة إن “عدد القتلى من المدنيين لم يقلّ حتى مع الهزايم المتتالية لداعش وقتل أعضائها أو هروبهم بأسماء مختلفة في مناطق أخرى”.
ومع استمرار الصراع، تباطأت أميركا وحلفاؤها في تقليل أعداد القتلى المدنيين التي تستمر في الارتفاع بسبب تحركاتهم العسكرية.
ووفقًا لصحيفة “لوس أنجلوس تايمز”، بعد تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في يناير الماضي اشترك التحالف الذي تقوده أميركا في حملات تفجير كبرى في المنطقة، وركزت على استعادة الموصل التي كانت في أحد الأوقات مقر أنشطة داعش.
ووفقًا لمصادر، تسببت هذه التفجيرات المتزايدة في المنطقة خلال الشهرين الماضيين في ضحايا مدنيين أكثر من عدد الضحايا منذ بداية هذه الحرب في 2014.
ولا يتأثر الإرهابيون فقط من هذه الهجمات؛ حيث تأثر المدنيون المولودون في المناطق التي مزقتها الحروب بسبب تدمير بنيتهم التحتية، منها المياه والطاقة والتعليم والرعاية الصحية.
وذكر التقرير رفض وزارة الدفاع المستمر التصريح بعدد القتلى المدنيين خلال الحروب التي شاركت فيها، على الرغم من أن الجيش الأميركي اعترف أن العدد أعلى من المتوقع، ونادرًا ما أجْرت أميركا تحقيقات بشأن عدد الضحايا في المنطقة.
وبعد كشف وزارة الدفاع الأميركية الستار عن تقريرها بشأن عدد قتلى المدنيين، قالت منظمات مستقلة إن هذه الأرقام قليلة مقارنة بالواقع.
وقال ميكا زينكو، الزميل في مجلس العلاقات الخارجية غير الحزبية بواشنطن، إن الأعداد التي أعلنت عنها وزارة الدفاع الأميركية لا تُصدّق مقارنة بأي هجمة جوية أخرى في التاريخ، مضيفاً أنه لا يعد منطقيًا عندما ننظر إلى عدد الذخائر التي تم إسقاطها.
ومع استمرار النقد على مستوى العالم للتدخل الأميركي في المنطقة، لا تعطي إدارة ترامب أي إغاثة لأكبر أزمة إنسانية في التاريخ الحديث.
وقال الممثل عن أميركا والمدعي العام الجوي السابق “تيد ليو”، في رسالة أرسلها إلى وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، إن تزايد أعداد قتلى المدنيين بسبب الغارات الأميركية في سوريا والعراق يثير التساول بشأن انتهاك إدارة ترامب قانون الحرب.
