أثارت الدعوة التي وجهها السفير إبراهيم يسري بشأن التوحد والاصطفاف الثوري ونبذ الفرقة مؤخرا ردود أفعال عديدة خاصة أنها جاءت عقب دعوة أخرى نُسبت لزعيم غد الثورة أيمن نور بشأن تحالف ثوري يتنازل عن شرعية الرئيس محمد مرسي، إلا أن “نور” نفى ذلك الأمر الذي يجعل الساحة تعج بالمبادرات والدعوات ولكن يبقي التساؤل دائما حول مدي إيجابية هذه الدعوات وإمكانية الاستجابة لها.
وكتب السفير إبراهيم يسري تدوينة على حسابه الرسمي بموقع فيس بوك قال فيه:
“تصريح ورجاء إلى كل الثوار بالخارج و الداخل.. لا وقت للفرقة والتحزب والفشل.. أشعر بغصة وعلى البعد ببوادر فرقة ومنازعات واختلافات، وعلى حد فهمي فقد علّمنا ميدان التحرير أن الثورة للجميع وبالجميع، ومن هنا صدر إعلان القاهرة..
إن أي بوادر للتصنيف أو التمييز قبل تحقيق أهداف ثورتنا يوجه ضربة شديدة للعمل الثوري ويعرقل الجهود الهادفة لاستعادة الشرعية وإعلاء رأي الشعب، وما أفهمه هو أن أي تكتل قبل التحرير يمكن فهمه فقط كإطار تنظيمي داخل إطار الاصطفاف توقيا للفرقة التي تقود إلى فشل محقق وإهدار لدماء شهدائنا ولأهداف ثورتنا ويضعف قواها، وهو ما يجب تجنبه.. هذا هو فهم العبد الضعيف..
وختاما أناشد كل الثوار إلى التمسك بالاصطفاف حتي نتوصل إلى إرساء الشرعية الراسخة وحينئذ فقط نعود إلى كياناتنا وأيديولوجياتنا لممارسة التنافسية واستثمار اختلاف الرؤي الذي يقودنا إلى أفضل ما يصلح للوطن”.
يسري: ليس هذا وقت الخلافات
وفي تصريحات خاصة لـ”رصد”، قال السفير إبراهيم يسري أنه أطلق هذه الدعوة في محاولة منه لاستعادة الوحدة والاصطفاف وترك الخلافات لأنه ليس هذا أوانها، خاصة أنه الفعل ظهرت بعض الخلافات بين البعض خاصة في الخارج وهذا معروف ويتم الكشف عنه من آن لآخر سواء علي صفحات الفيس أو في تصريحات صحفية، ونحن بحاجة إلى نبذ مثل هذه الخلافات وتجاوزها لأن ليس هذا وقته على الإطلاق”.
وطالب السفير السابق الجميع بتحمل المسؤولية وتمرير هذه المرحلة الصعبة، مؤكدا على إمكانية حدوث الاصطفاف الثوري والوحدة الثورية إذا ما صدقت النوايا، مشيرا إلى ما يتعرض له الجميع الآن من قمع من النظام الحالي في مصر، لافتا إلى أن هذا أدعى للتوحد وليس للفرقة والخلافات غير المبررة.
الحسيني: مراجعة أخطائنا مهم
من جانبه؛ علق عبد العزيز الحسيني، القيادي بحزب الكرامة والتيار الشعبي، بقوله: “لكي يتحقق الاصطفاف الثوري لابد من توفر عدة عوامل لذلك من بينها المراجعات من كافة القوى والتيارات السياسية وإعادة قراءتها للواقع الثوري والسياسي الحالي وبالتالي إعادة النظر في رؤيتها للآخرين وتصحيح الأخطاء خلال المرحلة الماضية لكل الفصائل وليس فصيل بعينه، لأن الجميع أخطأ بشكل أو بآخر وحان الوقت لأن نصحح أخطاءنا لأن الوضع الحالي والظرف الذي تمر به الثورة يحتم علينا ذلك”.
وأضاف “الحسيني” في تصريحات خاصة لـ”رصد”: “أنا متفائل رغم كل ما يجري على الأرض من أحداث تمثل تحديا لثورة يناير لأن هناك أكثر من واقعة أكدت لنا تمسك الشباب بثورته وإصراره عليها، وهذا هو الجانب المضيء في هذا الاطار خاصة ما جرى من تمسك بالأرض وحق التظاهر والاحتجاج بشأن هذه القضية التي اعتبرناها فاصلة وكشفت لنا أولئك الذي يتخلون عن قضايا وطنية لا تقبل أي حلول وسط وتمسك الناس بأرضها وخاصة الشباب، فكل ذلك يبشر باستمرار هذه الثورة ولكن نحتاج إلى مزيد من الجهد من القوى السياسية وتقديم تنازلات وتعهدات تُفعّل في الواقع”.
خفاجي: المبادرات تشغل الثوار عن معركتهم
وقال باسم خفاجي، رئيس حزب التغيير والتنمية: “من الملاحظ أن حرصنا في بعض الأحيان للوصول إلى حلول سريعة لمشكلات ثورتنا، قد يؤدي إلى الوقوع في أخطاء فادحة تضر المسار الثوري بأكمله، وقد تؤدي – في حال عدم الوعي بتبعاتها – إلى ضياع الحقوق والثورة والمستقبل”.
وأضاف “خفاجي” في تصريحات صحفية: “المبادرات هي نمط من أنماط التفاوض، والتفاوض لا ينشأ وقت الصراعات إلا بإدراك طرف من الأطراف أنه يسير نحو الخسارة، أو شعوره بعدم القدرة على الاستمرار في الصراع، أو رغبته في إيجاد مخرج للطرف الآخر لإنقاذه من خسارة قادمة”.
وتابع: “وفي حال الثورة المصرية، فإن الإعلان عن أية مبادرات من أي نوع خلال الصراع المحتدم ضد النظام، يشغل الثوار عن معركتهم الحقيقية في إسقاط النظام وينقلهم، وينقل الحوار داخلهم إلى أحد السيناريوهات الثلاثةوهي:
1) الثورة تنهزم، وتلجأ لتقليل خسائرها بمبادرات.
2) الثوار قد تعبوا، ولا يستطيعون الاستمرار، ويريدون الخروج من المعركة مع الانقلاب ونظام الفساد.
3) هناك من يريد أن يساعد الانقلاب على تجنب خسارة قادمة محققة.
مبادرات سابقة
ولم تتوقف المبادرات طوال الفترات الماضية وكان آخرها ما نسب إلى زعيم حزب الغد، أيمن نور، رغم نفيه لها لاحقا، حيث ذكرت مصادر مطلعة، أن الدكتور أيمن نور، زعيم حزب “غد الثورة” يقود تحالفًا جديدًا لقوى المعارضة يضم ليبراليين وإسلاميين بالخارج، بهدف لم الشامل والالتقاء على أرضية مشتركة، ويحاول إقناع جماعة “الإخوان المسلمين” بالتنازل عن عودة الرئيس السابق محمد مرسي للحكم.
ووفقا للمصادر التي طلبت من موقع “المصريون”، الذي أورد الخبر عدم نشر اسمها، فإن “نور سيعلن في غضون أسبوع من الآن عن إطلاق التحالف الوليد، الذي يضم قيادات من حزب “البناء والتنمية” وأعضاء بحركة “6 أبريل” وشخصيات عامة، وعدد من الأعضاء بجماعة الإخوان”.
وأضافت أنه “سيكون استمرارًا لما يسمى بـ “الجمعية الوطنية للشعب المصري ووثيقة العشرة وبيان واشنطن” –وهي كيانات معارضة أطلقت في السابق لم يكتب لها النجاح- متوقعًة أن ينتهي مصيره إلى الفشل، لأنه “يعد استمرارًا للميثاق ووثيقة العشرة”، في إشارة إلى الوثيقة التي أعلنت عنها شخصيات مصرية معارضة للسلطات الحالية، في بروكسل في 2014 وكانت تهدف إلى “استرداد ثورة 25 يناير.
وكان عشرات الشخصيات المصرية من أطياف سياسية مختلفة ضمت ليبراليين وإسلاميين ويساريين وقعت على وثيقة تدعو “لوقف خطاب الكراهية بين أطياف المجتمع ومكونات الأمة، وإدانة كافة أشكال التنابز والتخوين والإهانات، أيا كان مصدرها أو دافعها، أو تورط الآخرون فيها”.وذلك في ديسمبر الماضي
وتعتبر تلك هي الخطوة الأولى من نوعها منذ ثورة يناير 2011، و3 يوليو 2013 .
وطالبت الوثيقة، بإدانة “كافة أشكال التحريض على الدم والعنف والكراهية والفتنة بين المصريين، فكل الدم المصري حرام”، مؤكدة على ضرورة “وضع قواعد أخلاقية ووطنية للتشابك في الآراء والمواقف واحترام حق الآخر في الاختلاف في الرأي، وفي التعبير عن مواقفه السياسية، ورفض الإقصاء بكافة صوره، ودعم المشترك، واحترام معتقدات الآخرين، وعدم السخرية منها أو الاستخفاف بها”.
ودعت الوثيقة إلى تشكيل “لجنة من الحكماء والشخصيات العامة، معبرة عن اتجاهات مختلفة، وتتكون من تسعة من بين الموقعين على هذا الميثاق، ولها أن تضم من أهل الخبرة ستة أعضاء، ويعاد اختيارها كل ستة أشهر، وتختار من بين أعضائها رئيسا ونائبين للرئيس وأمينا عاما، وفي كل الأحوال يرأسها أكبر الأعضاء سنا في أولى جلساتها إذا خلا موقع الرئيس”.
وأوضحت الوثيقة -الذي وقع عليها أكثر من 160 شخصية داخل وخارج مصر- أن مهمة لجنة الحكماء هي “متابعة الالتزام بما ورد في هذا الميثاق، واتخاذ ما تراه مناسبا في شأن من يخرج على المبادئ والقيم الواردة فيه، سواء أكان هذا الخروج من أفراد يمثلون أنفسهم أو كيانات أو مؤسسات إعلامية وبغير أثر رجعي”. فضلاعن مبادرات أخرى كثيرة منها بيان القاهرة ووثيقة بروكسل.