سلط تقرير لصحيفة “سيدني مورننج هيرالد” الضوء على استعانة وزارة الأوقاف المصرية بواعظات في مواجهة ما يعرف بالفكر المتشدد ، فيما يقول منتقدون إن الهدف من هذه الخطوة هو سيطرة الدولة على الخطاب الديني وتوظيفه لصالحها
وقال التقرير إن نور الهدى الجمال البالغة من العمر 30 عام واحدة من آلاف الواعظات اللاتي تم تأهيلهن من أجل وعظ النساء، ولدى نور الهدى صفحة على موقع فيس بوك بلغ عدد متابعيها ما يزيد عن 600.000 متابع.
وتقول “الجمال”: “يجب أن نذهب إلى ما هو أبعد من فكرة الشيوخ التقليديين أو أننا باحثين لا يمكن الوصول إليهم، وبدلاً من ذلك نكون في خدمة الناس، ونعلمهم”.
ويضيف التقربر إن زيادة معدلات التطرف في البلاد دفع الحكومة للاستعانة بالواعظات في مسعى لتغيير العقول والقلوب، وسيشارك 140 واعظة في حملة لمواجهة التطرف الإسلامي، وتشجيع الولاء للوطن، وتهدف الحكومة إلى إعطاء تراخيص مزاولة المهنة إلى 2000 واعظة بنهاية هذا العام، ويتوقع أن يخضع هؤلاء إلى أربعة أعوام من التعليم الديني تحت إشراف الأزهر الشريف.
ويصور السيسي نفسه كشخص معتدل بإمكانه إصلاح الدين الإسلامي، وبعد تفجيرات تنظيم الدولة الأخيرة أمر السيسي بتشكيل المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب والتطرف، ودائماً ما وصف السيسي جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية، وأقحم السيسي نفسه في معركة فكرية مع الأزهر بسبب وعوده الغامضة بتحديث الإيمان الإسلامي.
ويلفت التقرير إلى تعرض شيخ الأزهر أحمد الطيب، لضغوطات كبيرة منذ الهجمات الأخيرة بسبب رفضه شيطنة مسلحي تنظيم الدولة ووصفهم بالكفار، ويأتي قرار تعيين واعظات بشكل واضح من أجل مواجهة التطرف وينسجم مع رؤية السيسي لـ”الإسلام الوسطي”.
وترى صبا محمود، أستاذ الأنثربولوجي بجامعة كاليفورنيا، أن القرار هو شكل من أشكال تأكيد سيطرة الحكومة على حياة الناس، وتضيف: “الأمر المختلف في الوقت الحالي هو أن السيسي أكثر قمعاً من مبارك، وأن التشريعات والرقابة في المجال الديني أكثر شدة في الوقت الحالي”.
ويشير التقرير إلى أن النسخة (الوسطية) للإسلام التي تروج لها مؤسسات الدولة المصرية ترتكز على الولاء للقيادة السياسية وعدم تشجيع المعارضة في ظل مخاطر التطرف التي تواجه الدولة.