يقود مجلس النواب حملة قوية من أجل تعديل مناهج الأزهر، وإلغاء الكليات العلمية منه، في محاولة للتضييق على مدارس وجامعات الأزهر، وتفريغه من طلبته ومناهجه.
قانون الأزهر والمناهج
وأعلن النائب محمد أبوحامد، عضو ائتلاف دعم مصر بمجلس النواب، الانتهاء من قانون الأزهر، حيث شملت التعديلات، تدعيم وحدة المناهج والبحث والترجمة بمجمع البحوث الإسلامية وتكليفها بإجراء مراجعة شاملة ودورية لمناهج الأزهر وأية إصدارات دينية إسلامية ومنع أي أفكار قد تتضمنها هذه المناهج أو الإصدارات تتعارض مع حقيقة الدين أو مصالح المجتمع أو تهدد أمنه واستقراره مع تحقيق استقلالية كاملة لجامعة الأزهر عن المشيخة بما يضمن لها الحيادية العلمية كهيئة مستقلة.
نقل الكليات العلمية من الأزهر
وتابع: التعديلات تجعل الأزهر يتفرغ لدوره الدستوري وهو حفظ الدين والدعوة له في مصر والعالم والحفاظ على اللغة العربية، وذلك بنقل الكليات العلمية” طب وتجارة وصيدلة” من جامعة الأزهر وتحويل تبعيتها للمجلس الأعلى للجامعات، والإبقاء فقط على الكليات التي تدرس العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية بجامعة الأزهر مع مراعاة تحقيق ذلك خلال فترة انتقالية ٦ سنوات.
كما أوضح أن التعديلات ستحدد بعض المعاهد والمدارس الأزهرية في كل محافظة لخدمة العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية يلتحق بها من أراد التخصص فى العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية وتكون تبعيتها لجامعة الأزهر، فيما ستنقل تبعية المعاهد الباقية لوزراة التربية والتعليم وكل هذا خلال فترة انتقالية مقدره بـ6 سنوات.
تنقية المناهج
وقال الدكتور عمر حمروش، أمين اللجنة الدينية بمجلس النواب، إن الأزهر يواجه مشاكل فيما يتم من إهمال تجاه تنقية كتب التراث فى المناهج، لأنها تحتاج إلى تحرك سريع من المؤسسة الدينية واتخاذ قرار سريع فى ذلك الأمر، بعد ما تم إهماله فى اللجنة التى شكلت من 4 سنوات لتنقية الكتب، ولم يتخذ أى توصيات تم وضعها من خلال اللجنة.
وأضاف أمين اللجنة الدينية بمجلس النواب، أن الفترة الحالية تتطلب مواجهة الإرهاب والأفكار التكفيرية من كل الجوانب سواء فكريا أو منهجيا، فهناك أفكار تحمل أفكارا متطرفة موجودة فى كتب التراث ولا بد من مواجهتها، مؤكدا أنه سيقدم بطلب عاجل إلى البرلمان موجه إلى الأزهر لتشكيل لجنة لتنقية الكتب من العلماء المستقلين الذين لا ينتمون لأى عمل سياسى أو لهم خلفيات أخرى لمراجعة المناهج وتنقيتها من كل الأفكار الإرهابية.
مناهج تحرض على الإرهاب
قال النائب مصطفى كمال الدين حسين، عضو لجنة التعليم والبحث العلمى بالبرلمان إن هناك مناهج موروثة فى الأزهر تحرض على القتل وكراهية الآخر منها مناهج ابن تيمية والوهابية، مشيرا إلى أن الأزهر يضم إخوان وسلفيين مما يعيق دعوة عبدالفتاح السيسى لتجديد الخطاب الدينى فى مصر.
وأضاف حسين أن عباس شومان وكيل الازهر هو أكبر إخوانى فى الأزهر، ومعروف بمواقفه المؤيد للرئيس المخلوع محمد مرسى، بالإضافة إلى حسن الشافعى ومحمد عمارة واللذان يعتبران من أقطاب الإخوان فى الأزهر، مطالبا بضرورة إبعاد هذه القيادات الإخوانية عن مناصبها باعتبارهم يمثلون أكبر عائق أمام تجديد الخطاب الدينى.
وأشار عضو لجنة التعليم والبحث العلمى بالبرلمان إلى أن البرلمان لا يهاجم مؤسسة الأزهر ككيان، ولكننا نريده أن نحافظ عليه وأن نعيده إلى قوته كما كان، حتى يعود زعيم التيار الإسلامى الوسطى، مؤكدا أننا لانريد هدم الأزهر ولكن تطهيره من القيادات الإخوانية.
هجوم على الدين
من جهته، قال عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر، الدكتور طه أبو كريشة، إن هذا “الهجوم في حقيقته هجوم على الدين نفسه من أولئك الذين لا يريدون أن يكون هناك في المجتمع من ينكر عليهم انحرافاتهم وخروجهم عن الدين، وهم يمثلون طائفة العلمانيين الذين يبغضون كل أمر يتصل بالدين من قريب أو بعيد، لأنهم يعلمون أن الأزهر هو الحارس لهذا الدين على مدى أكثر من ألف عام”.
وأضاف: “نقول لهؤلاء إن الأزهر هو الوارث لرسالة هذا الدين، فهذا اصطفاء واختيار وقدر من الله عز وجل، ولا راد لقضائه سبحانه وتعالى، وسوف تعود مكائد هؤلاء إلى نحورهم، وسوف يظل الأزهر شامخا قائما بأمانة هذه الرسالة”.
وأشار إلى أن “قيادة الدولة تعلم علم اليقين أن الأزهر هو مصر ولا تكون أبدا بدونه”، لافتا إلى أن “من نفذ العمليات الإرهابية الأخيرة بالتحديد لم يتخرج من الأزهر»، واصفا اتهامات الإعلاميين بأنها “أباطيل لا سند لها من الواقع”.
وتساءل: “لماذا لم يخرج الأزهر إرهابيين على مدار تاريخه الطويل؟”، ولفت إلى أن “الأزهر خرج عشرات العلماء والأساتذة الذين ملأوا الدنيا علما”، مشددا على “أن كل الاتهامات تأتي من مغرضين الذين يبغضون الدين في قلوبهم وبالتالي يكرهون كل من يعمل على رفع شأن الدين”.