صباح اليوم الأحد، أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، عن الأسيرة الفلسطينية لينا الجربوني، بعدما أنهت فترة اعتقال دامت 15عامًا داخل السجون الإسرائيلية، وهي أطول مدة قضتها أسيرة فلسطينية في السجون الإسرائيلية.
وتُعرف “الجربوني” بأنها عميدة الأسيرات الفلسطينيات، وهي من قرية عرابة من منطقة الجليل داخل الخط الأخضر، وقد اعتقلت عام 2002 بتهمة تقديم مساعدات لفصائل المقاومة في تنفيذ عمليات فدائية ضد أهداف للاحتلال.
وفي مقابلة مع الجزيرة فور الإفراج عنها، شددت الأسيرة المحررة على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، وقالت إنه حق تضمنه كل الشرائع والقوانين الدولية.
وحملت “الجربوني” رسالة الأسيرات للشعب الفلسطيني وقيادته بالدعوة إلى الوحدة ونبذ الخلاف، والوقوف صفا واحدا لدعم ومساندة الأسرى حتى تحريرهم جميعا.
وقالت عميدة الأسيرات الفلسطينيات، لينا جربوني من عرابة البطوف، في أول حديث لـ”عرب 48″، بعد تحريرها صباح اليوم، الأحد، من السجن إن “الشعور بالحرية لا يعادل أي شعور، سعيدة بحريتي وحزينة لبقاء أسيرات فلسطينيات داخل السجون”.
وأضافت: “هناك 35 أسيرة تركتهن في سجن الشارون و14 أسيرة في سجن الدامون، لا يتلقين الدعم الحقوقي الكافي من قبل الجمعيات المعنية بشؤون الأسيرات، بعضهن حكم عليهن أحكام عالية جدا وظالمة فاقت كل التوقعات”.
وتابعت: “أعيش أول لحظات الحرية وورائي في ظلمات السجون الآلاف من الأسرى الفلسطينيين، عشية يوم الأسير، وسيخوض الأسرى يوم غد الإثنين إضرابا عن الطعام ورسالتهم واحدة وهي ألا تنسوا قضية الأسرى. أما الأسيرات فلهن مطلب واحد لشعبنا أجمع، الحرية، ولا شيء سوى الحرية”.
ولدت الأسيرة لينا أحمد جربوني في الحادي عشر من يناير عام 1974م لأسرة فلسطينية مناضلة في بلدة عرابة،البطوف، وهي إحدى القرى الفلسطينية القريبة من مدينة عكا الساحلية داخل الأراضي المحتلة عام 1948م.
وكان والدها الحاج أحمد قد اعتقل أواخر سبعينيات وبداية ثمانينات القرن الماضي وأمضى ثماني سنوات في السجون “الإسرائيلية”، واعتقلت لينا الجربوني في الثامن عشر من أبريل عام 2002، بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي ومساعدة رجال المقاومة في تنفيذ عملياتهم الفدائية وأنشطتهم ضد الاحتلال، وصدر بحقها حكما بالسجن الفعلي لمدة 17 عاما.
تعتبر لينا الأخت الوسطى من بين تسع شقيقات وثمانية أشقاء رزق بهن الحاج أحمد الجربوني من زوجتين اثنتين. تلقت تعليمها الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارس القرية، كما أنهت دراسة الثانوية العامة في الفرع الأدبي عام 1992م غير أن وضع أسرتها المادي حال دون إكمال دراستها الجامعية.
وتعتبر لينا، والتي خُولت بالتحدث باسم الأسيرات في سجن هشارون أمام إدارة السجون، أول مرأة فلسطينية تمضي أكثر من 15 عاما في سجون الاحتلال، وأقدمت على تعليم الأسيرات اللغة العبرية وطريقة إتقانها بحكم قضاء سنوات عمرها داخل الأراضي المحتلة، وأبرزت مهاراتها بتعليم الأسيرات لمهنة التطريز والخياطة، وكذلك إقامة دورات عديدة منها (الأحكام والتجويد والتفسير).
وتعرضت لينا التي تنتمي إلى حركة الجهاد الإسلامي، في بدايات اعتقالها لتحقيق قاسي في مركز “الجلمة” لمدة 30 يومًا تعرضت خلالها لشتى أنواع التحقيق والاستجواب، على أيدي المحققين الصهاينة، بالإضافة إلى أشكال متعددة من التعذيب النفسي والجسدي والإهانة، ونقلها للعزل الانفرادي وحرمانها من النوم وتعريضها للشبح واعتقال ذوويها للضغط عليها، قبل أن تحكم عليها بالسجن سبعة عشر عاماً.
وتقول مصادر حقوقية أن الأسيرة “لينا” لا زالت تعاني حتى الآن من أورام مختلفة في الجسد، وأوجاع في القدمين، بالإضافة إلى وجع الرأس المتواصل، يقابله على الناحية الأخرى إهمال طبي متعمد من قبل إدارة مصلحة السجون الصهيونية.