رغم تصريحات الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، بنجاحه في جذب السفن إليها؛ إلا أن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أعلن عن انخفاض جديد لإيرادات القناة، كاشفًا عن بلوغ إجمالي عائداتها خلال يناير الماضي 7.3 مليارات جنيه، وعدد ناقلات البترول العابرة للقناة وصل إلى 360 من إجمالى 1009 سفن مرت خلال الشهر ذاته المشار إليه (يناير 2017)، بانخفاض 6.1% مقارنة بالشهر ذاته العام الماضي.
وصرّح الفريق مهاب مميش بأن دخل قناة السويس ارتفع من 49 مليار جنيه إلى 80 مليار جنيه، بمتوسط سبعة مليارات جنيه شهريًا، وأنها ستدخل خزينة الدولة مباشرة.
وقال مميش إن “الفضل في هذا المكسب الكبير يعود إلى نجاح مشروع قناة السويس الجديدة، واتباع الهيئة لما اعتبرها (سياسة تسويقية ناجحة)؛ من خلال التخفيضات التي يتم منحها للسفن العابرة للقناة، وذلك لجذبها وتشجيع الملاحة العالمية”.
الإيرادات بالجنيه
تُحصّل إيرادات قناة السويس وتُقدّر بالدولار الأميركي؛ إلا أن إفادة “مميش” تحدثت عن مكاسب كبيرة بـ”الجنيه المصري”، الأمر الذي اعتبره مراقبون التفافًا على حقيقة خسائر القناة المتوالية، ليس فقط بالتكتم عليها؛ بل بمحاولة الترويج لها باعتبارها أرباحًا متزايدة.
وتزامنت فترة عامين على مشروع التفريعة الجديدة للقناة، التي بلغت تكلفتها نحو 64 مليار جنيه، مع انهيار قيمة الجنيه أمام الدولار بنسبة جاوزت 100% (من ثمانية جنيهات للدولار الواحد إلى حدود 17 جنيهًا اليوم)؛ الأمر الذي يبدو أن “مميش” تعمّد التعتيم عليه.
حساب عائدات
وبحساب عائدات هيئة قناة السويس، وفقًا لإفادة مميش نفسه، وبسعر الدولار قبل انهيار قيمة الجنيه وبعده تتكشف الحقائق التي دفعت مراقبين إلى اتهامه بتضليل الشعب.
فإذا سلّمنا بصحة تصريح رئيس الهيئة حول إيرادات القناة هذا العام بالجنيه المصري (80 مليارًا)، فإنها تبلغ بسعر الدولار اليوم ( عند 17 جنيهًا تقريبًا) حوالي 4.7 مليارات دولار، في مقابل 49 مليار جنيه العام الماضي، بما يوازي 5.6 مليارات دولار بسعر الجنيه قبل تعويمه (8.8 جنيهات للدولار)؛ ما يعني أن الهيئة خسرت نحو مليار دولار تقريبًا روج لها “مميش” باعتبارها مكسبًا تاريخيًا.
هذه الأرقام تمثل كشف الحساب “الصحيح” لعائدات هيئة قناة السويس، وتتوافق مع ما كشفه البنك المركزي في تقاريره منذ الربع الأول من العام الماضي عن تراجع في إيرادات قناة السويس للعام المالي الثاني على التوالي.
وأشارت إحصاءات البنك إلى تراجع إيرادات القناة في نوفمبر الماضي إلى أقل مستوى تسجله منذ فبراير 2015 بنسبة 4.7% مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.
خمسة خطوط ملاحية تغادر قناة السويس
وقررت خمسة خطوط ملاحية (klinehapaglioyd, Nykgroup, ,mol, yang ming) التوجه إلى ميناءي “أشدود الصهيوني” وبيريوس اليوناني بدءًا من أبريل الجاري؛ ما سيحرم ميناء شرق بورسعيد من 700 ألف حاوية، ويؤثر على الاستثمارات في المنطقة الاقتصادية.
توقعات مفرطة
وسبق لصحيفة الإندبندت أن نوهت إلى وجود “مبالغات” حول جدوى مشروع تفريعة قناة السويس؛ خاصة أن التجارة عبر القناة تعتمد إلى حد كبير على صادرات النفط والغاز الطبيعي، وكلاهما على الصعيد العالمي في انخفاض.
وأشارت الصحيفة البريطانية حينها إلى توجيهها أسئلة للمسؤولين عن مصدر التوقعات المفرطة في التفاؤل بشأن المشروع، فلاذوا جميعًا بالصمت؛ باستثناء الفريق مميش الذي رد قائلًا إن “خبراء اقتصاد على مستوى العالم هم المسؤولون عن هذه الأرقام”.