تتوجه “إسرائيل” وحماس إلى مفترق طرق سيُحدِّد إذا كان صيف 2017 سيحمل مواجهة جديدة بينهما أم سيطول السلام النسبي الذي استمر قرابة 30 شهرًا على طول حدودهما البالغة 65 كيلومترًا.
وقال المحلل يوسي ميلمان إن “إسرائيل” تنوي أن تُسرع في بناء السياج الحديدي على طول الحدود الجديدة بحلول أغسطس القادم، موضحًا أنه من المتوقع أن يكون هذا السياج من أكبر العواقب الحدودية في العالم بوجود جدران أسمنتية عميقة تحت الأرض مزودة بمعدات زلزالية وسياج فوق الأرض مجهزة بأجهزة استشعار. وسيطوّق قطاع غزة من ثلاثة جوانب، والجانب الرابع هو البحر المتوسط.
وأضاف ميلمان في مقاله المنشور بموقع ميدل ايست آي أن الجانب الإسرائيلي يعتبر الهدف من البرنامج منع مقاتلي حماس من التسلل إلى إسرائيل من خلال الأنفاق الأرضية، وقال الجيش الإسرائيلي إنهم وجدوا ما يقرب من 31 نفقًا يقودون إلى إسرائيل ودمروا معظمها.
وقال قادة حماس إنهم يعتقدون أن هذه الأنفاق واحدة من استراتيجيتين لمواجهة الجيش الإسرائيلي، أما الاستراتيجية الأخرى فتتضمن استخدام الصواريخ.
وأوضح ميلمان أن المخابرات الإسرائيلية اعترفت بأن حماس أصلحت قدرات جيشها وأعادتهم إلى المستوى الذي كانوا عليه قبل الحرب الأخيرة، مضيفًا أنه على الرغم من ذلك؛ فإن حماس تعلم أنه بمجرد الانتهاء من هذا السياج سيكون من المستحيل على مقاتليها دخول الأراضي الإسرائيلية.
وأكد أن حماس تحاول تنويع قدراتها العسكرية. فبجانب الأنفاق والصواريخ، ترغب في بناء وحدة بحرية، وطائرات من دون طيار؛ وتعتبر المعضلة أمام حماس الآن هي حيرتها ما بين الهجوم المبكر والمخاطرة بنظامها، أو الانتظار حتى يصبح مقاتلوها الذين يحاولون التسلل إلى إسرائيل غير مفيدين لها.
وأشار ميلمان إلى أن حماس يمكنها أن تحاول في هذا الصيف تعطيل بناء هذا السياج، عن طريق قصف المعدات والعاملين؛ ولكن مثل هذا الهجوم قد يكلف حماس هجمات انتقامية إسرائيلية، والتي يمكن أن تتطور لتصبح الحرب الرابعة في تسع سنوات.
وأضاف أن حماس تعلم أن وزير الدفاع الإسرائيلي أكد في الماضي أنه في حالة نشوب حرب يجب أن تسعى إسرائيل إلى التخلص من الحكومة في غزة.
وأكد أن هذه المعضلة تأتي في وقت سيئ لحماس، تحاول فيه تغيير قادتها؛ حيث اختارت الجماعة يحيى السنوار ليكون قائدها السياسي في غزة. ومن المتوقع أن ينتقل سابقه إسماعيل هنية إلى قطر في منصب السياسي المخضرم خالد مشعل، الذي يأمل أن تفوز حماس يومًا ما بالضفة الغربية من حركة الفتح، وأن يكون رئيسًا للشعب الفلسطيني.
وأوضح ميلمان أن الهيئة العليا لحماس تدرس تغيير تعهدها الذي يرجع إلى عام 1987 والقبول بدولة فلسطينية ضمن حدود 1967 كحل مؤقت دون التخلي عن موقفها الأساسي بأملها في تحرير فلسطين كاملة.
وتصاعدت التوترات بين فلسطين وإسرائيل؛ ففي الشهر الماضي، قُتل الناشط الحمساوي مازن فقها قرب منزله، وقيل إن قاتله كان محترفًا، وألقت حماس باللوم على إسرائيل، ولم يعلق الجانب الإسرائيلي، وصرّح بعدها ليبرمان بأن هذا الحادث كان عملًا داخليًا (من داخل حماس).
وأشار ميلمان إلى أن تورط إسرائيل في هذا الاغتيال يعني أنها تتبع نهجًا جديدًا؛ وهو ما يعني أنها أصبحت أكثر عدوانية. واعتبر أن مثل هذه العمليات يمكن أن تصبح خطيرة إذا خرجت عن السيطرة.
وأوضح أنه بالنسبة إلى الجانب الإسرائيلي، فإنه لا يرغب في بدء حرب جديدة، مضيفًا أن إسرائيل لا تعلم كيف ستتعامل حماس مع المعضلة الجديدة التي توجد على حدودها؛ ويمكن أن يكون ذلك بسبب أن حماس نفسها لا تعلم ما ستفعله حيال هذا السياج.