مرة أخرى عاد مكرم محمد أحمد من معابد الرئيس المخلوع لينتقل إلى معابد النظام الجديد، ليتولى رئاسة المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، بأمر من السيسي، ويكون مشرفًا على الإعلام تزامنًا مع قانون الطوارئ.
وتلبية لقانون الطوارئ، أدى رؤساء المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والهيئة الوطنية للصحافة، والهيئة الوطنية للإعلام، اليمين القانونية أمام مجلس النواب خلال الجلسة العامة أمس.
ونص اليمين القانونية: “أقسم بالله العظيم أن أحافظ على النظام الجمهوري، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أحافظ على استقلال الوطن ووحدته، وأن أؤدي مهمتي بالأمانة والصدق”.
بداية الولاء
بدأ مكرم محمد أحمد ولاءه للسيسي بتبريره الفشل الأكبر له بأنه بسبب المؤامرة و”هبّة يناير”، كما أسماها في مقال له بـ”الأهرام”، وأنه بسبب الربيع العربي الذي صنعته -كما يزعم- أميركا ودول الغرب، وأن مصر في عهد المخلوع كانت تحقق معدل نمو يتجاوز 7%، وأنه لولا ما جرى بعد يناير والإخوان لحققت مصر تقدمًا عظيمًا يفوق دولًا كثيرة.
الشعب لازم يتربى
واستمرارًا لحالة النفاق، خرج من يدْعونه “شيخ الصحفيين” يقول إن السيسي مدلّع الشعب وإن هناك ملاحظات على حكمه؛ أهمها أن نظامه لا يحاسب أحدًا أو يعاقبه ولا يتعامل بالحسم مع المخطئين.
وأضاف مكرم، في حواره ببرنامج “حقائق وأسرار” على قناة “صدى البلد” مؤخرًا: “ليست مهمة النظام أن يدلع الشعب، مهمته أنه يوفر كل الظروف التي تمكّنه من المنافسة والإنتاج ويدلع لما يستحق الدلع”.
وتابع: “جزء من مهمة النظام أن يربي الشعب، الشعوب تحتاج إلى تربية، هناك حالة تسيب ولا مبالاة تسود الشارع المصري، وإزاي نوقفها طالما لم يكن هناك أدوات ردع تلزم المواطنين على احترام القانون، للأسف محدش بيحترم القانون”.
خنجر مسموم في ظهر مصر
ولم تكن مزامعه حينما وصف حركة حماس بأنها “خنجر في ظهر مصر ومواقفها معنا قاسية”، مشيرًا الى أن دورها الآخر منع قيام دولة فلسطينية موحدة، ومؤكدًا أن هذا الوضع أكثر ما يسعد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو.
وأضاف مكرم في حوار مع قناة الحياة مؤخرًا أن حماس تحكم غزة بالحديد والنار، مدّعيًا إلى أنه زار غزة ثلاث مرات ورأى بنفسه.
مكرم ومؤتمر شباب السيسي
لم يكن انفعال مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين الأسبق، خلال مشاركته في المؤتمر الوطني للشباب بحضور عبدالفتاح السيسي بعد كلمة ألقاها الإعلامي إبراهيم عيسى من وازع حقيقي؛ لكنه كان مقدمة لتقديم الولاء للسيسي.
من هو مكرم محمد أحمد؟
يبلغ من العمر 81 عامًا، من مواليد محافظة المنوفية بدلتا مصر. حصل على ليسانس الآداب قسم الفلسفة جامعة القاهرة عام 1957، وبدأ عمله الصحفي محررًا بصحيفة الأخبار، ثم مديرًا لمكتب الأهرام بالعاصمة السورية دمشق، ثم مراسلًا عسكريًا باليمن في عام 1967 ورئيس قسم التحقيقات الصحفية بالأهرام. وتدرج حتى وصل إلى منصب مساعد رئيس التحرير، ثم أصبح مديرًا لتحرير الأهرام.
انتخب نقيبًا للصحفيين عام 1989 واستمر دورتين متتابعتين حتى عام 1993. ثم في 2007 خاض المعركة الانتخابية في منافسة مع رجائي الميرغني، نائب رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، وحصل فيها على 70% من أصوات الناخبين البالغ عددهم 3582 صحفيًا مصريًا آنذاك، وظل نقيبًا للصحفيين حتى طرد من مبنى النقابة إبان ثورة 25 يناير 2011.
كاتب مبارك
كان مكرم معروفًا بتأييده للمخلوع حسني مبارك وسياسته في جميع المجالات، وكان كاتبًا لخطابات مبارك لأكثر من 15 عامًا، قبل أن تتشكل لجنة السياسات بالحزب الوطني وتطيح به خارج المشهد وتتولّى تنظيم أمر خطابات مبارك.
وكان أحد الكتاب الذين روجوا لفكرة “رفض مبارك توريث الحكم لنجله جمال”، فيما كانت أمانة سياسات الحزب الوطني “المنحل” تخطط لسيناريو التوريث.
وعقب الثورة، توجّه إلى نقابة الصحفيين المصرية لتقديم واجب العزاء لزوجة الصحفي بالأهرام أحمد محمود، وأخبرها بأن النقابة ستصرف لها معاشًا استثنائيًا؛ حينها تفجّر غضب الصحفيين وهتفوا: “برة.. برة”، وخرج مطرودًا من النقابة.