ففي ظل المعاناة التي يعيشها المعتقلون في السجون المصرية ، والتعامل غير الآدمي معهم و التعدي عليهم بالضرب والتعذيب، ازدادت المأساة بالإهمال الطبي والصحي الذي أودى مؤخرا بحياة عدد كبير منهم، آخرهم المعتقل “كريم مدحت” الذي توفي أمس بعد إصابته بورم في المخ نتيجة للإهمال الطبي بسجن برج العرب.

“عاطف أبوزيد” أيضا هو أحد أفراد تلك المأساة، فالمعتقل صاحب الـ 52 عاما والمحتجز حاليا بسجن المنصورة العمومي، والذي كان يعمل موظفا بمديرية التنظيم والادارة بمدينة المنصورة قبل اعتقاله في 21 يناير الماضي، كان يعانى من بعض الأمراض المزمنة، منها الضغط وفقدان الاتزان نظرا لمشاكل في الأذن الوسطى والجيوب الأنفية، إلا أن إهمال حالته الصحية ومنع دخول الأدوية إليه منذ اعتقاله وسوء التهوية والرعاية الطبية في السجون، أدت الى إصابته بفقدان النظر بإحدى عينيه وبورم في الدماغ.

و يُكمل ابن المعتقل شرح حالة والده الصحية قائلا: “يوم ١٥ مارس بابا جاله حالة إغماء وترجيع، فاق منها لقى عينه الشمال مش شايف بيها نهائي (اتعمت).. ودوه المستشفي بطلب منه واتعمله أشعة، أشعة الرنين أظهرت وجود “كتلة ورم على الغدة النخامية ضاغطة على العصب البصري والتقاطع البصري مع إحتمال وجود نزيف داخل الورم أدى إلي تدهور في درجة الوعي ويحتاج جراحة عاجلة جداً”.

و استطرد قائلا: “التعنت والإهمال بدأ من تعمد عدم استلام الأشعة وعرضه على الدكاتره في أول مرة من غيرها، اللي خلاهم يأجلوا العملية أسبوع، وكمان مراحوش جابوا الأشعة إلا لما احنا جبنا التقارير من داخل المستشفى ورحنا بيها السجن”.

وتابع: “وكملوا التعنت بإنه الأسبوع اللي بعده، بعد ما الدكتور قال إنه لازم يتحجز، رجعوه السجن تاني لأنه ممعاهوش حراسة والباشا مكنش قادر يستنى شوية عما المركز أو القسم يبعتوا حراسة، والمفروض كان يرجع الأسبوع اللي بعده على ميعاد العملية وعمل شويه التحاليل، وتجهيز أكياس دم”.

واختتم: “تواصل التعنت امبارح بإنه بعد ما خلاص اتكتبله على دخول المستشفى، مديرية الأمن بعتت إنه مينفعش يخرج لتداعيات أمنية، وفجأة النهارده يودوه المستشفى ويأجلوا العملية أسبوعين”، ليُنهى حديثه قائلا: “مبقاش في إيدي غير الكلام”.