شنّ مندوب روسيا في مجلس الأمن، السفير فلاديمير سافرنكوف، هجومًا غير مسبوق على نظيره البريطاني السفير ماثيو رايكروفت؛ حيث طلب منه النظر إليه عند حديثه معه.
ففي تصرف دبلوماسي مألوف للتعبير عن الامتعاض، ولّى المندوب البريطاني بوجهه بعيدًا عن السفير الروسي خلال إلقاء الأخير إفادته إلى أعضاء المجلس.
وخاطب السفير الروسي نظيره البريطاني قائلًا بحدة: “لماذا تنظر بعيدًا وأنا أتحدث؟ انظر تجاهي”.
وقال السفير الروسي إن بلاده “لن تسمح باستخدام مجلس الأمن لتبرير تغيير النظام في سوريا”، واتهم بريطانيا وفرنسا بالعمل على تقويض العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية.
وفي إفادته، قال السفير سافرنكوف مخاطبًا رايكروفت: “أنتم تعرقلون مهمة دي ميستورا (المبعوث الأممي إلى سوريا)، ومثل هذه الاستفزازات التي وقعت في خان شيخون (بلدة سورية في ريف إدلب تعرضت إلى هجوم كيماوي مؤخرًا) من شأنها أن تعزز موقف الأطراف الساعية لحل عسكري للأزمة في سوريا”.
وجدد السفير الروسي دعم موسكو لجهود المبعوث الأممي ستيفان دي ميسورا، وقال إنه “من المهم أن تتواصل جولات التفاوض الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة”، معربًا عن دهشته من التأكيدات الصادرة من العواصم الغربية بشأن تورط النظام السوري في هجمات “خان شيخون” الكيماوية.
ووجّه كلامه مخاطبًا أعضاء مجلس الأمن: “كيف عرفتم ذلك والتحقيقات لم تبدأ بعد؟”، وأردف: “نحن ندعم دي ميستورا، وهناك فرصة لتحويل سوريا إلى نموذج للتعاون من أجل التسوية؛ إلا أن المشاريع الجيوسياسية الهدامة لن تسهم في ذلك، ولن نسمح بتبنيها في مجلس الأمن”.
وقتل الأسبوع الماضي ما يزيد على مائة مدني وأصيب أكثر من 500، غالبيتهم من الأطفال، في هجوم بالأسلحة الكيميائية شنته طائرات النظام على بلدة “خان شيخون” بريف إدلب (شمالي سوريا)، وسط إدانات دولية واسعة.
وهاجمت الولايات المتحدة الجمعة الماضية بصواريخ عابرة من طراز “توماهوك” قاعدة الشعيرات الجوية، بمحافظة حمص السورية (وسط)، مستهدفة طائرات للنظام ومحطات تزويد الوقود ومدرجات المطار؛ في رد على قصف “خان شيخون” الكيميائي.
