لم تمنع الأسوار الخرسانية والكتيبة العسكرية المحيطة بمبنى مجلس النواب من إعلان رئيسه علي عبدالعال ونوابه الخوف على حياتهم من قناصة “داعش”، اللذين أثبتوا كفاءتهم أمس بفيديو إسقاط الجنود عن بعد؛ حيث طالب عبدالعال برفع سقف التأمين حول البرلمان وأيده البرلمانيون ودعموه.
وقال علي عبدالعال، رئيس مجلس النواب، خلال الجلسة العامة أمس الثلاثاء، إن لديه معلومات تؤكد أنه لا بد من رفع سقف الإجراءات الأمنية لدخول المجلس، مطالبًا الأعضاء بالالتزام بتعليمات الأمن لمصلحة الجميع والمجلس والدولة، وإن هناك معلومات لا يمكن تجاوزها تستلزم إجراءات محددة لدخول المجلس، مضيفًا: “ليس هناك تقليل من أحد، وأرجو التعاون مع الأمن في هذا الصدد”.
نتوقع التهديد
من جانبه، اعتبر وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب أن استهداف الجماعات المسلحة للبرلمان أمر متوقع؛ خاصة أن هذه الجماعات راغبة في أن تكون عملياتها ذات صدى أوسع، وأن تكون مؤثرة في اتجاهات كثيرة، واختراق مؤسسة مثل مجلس النواب يحقق لها أهدافًا كثيرة.
وأوضح أن تشديد الإجراءات الأمنية حول مجلس النواب وداخله ليس تشكيكًا في أحد؛ إنما هي إجراءات احترازية يلتزم بها النواب في كل الأماكن، وبالتأكيد سيلتزمون بها أثناء دخولهم البرلمان.
وتابع عضو لجنة الدفاع: “ما قامت به الجماعات الإرهابية من عمليات تجعلنا جميعًا حذرين تجاه مؤسساتنا السيادية، ولا بد أن نكون داعمين لإجراءات التفتيش؛ خاصة أننا نلتزم بها في كل الأماكن حتى لو قالولنا اقلعوا الحذاء بننفذ”.
القناصة الانغماسيون
وبثّ تنظيم الدولة الإسلامية إصدارًا مرئيًا له في سيناء حمل اسم “صاعقات القلوب”، يوثّق ما وصفه “مهارات مسلحيه في قنص جنود مصريين في ثكنات الجيش وكمائنه وعلى طرق الإمداد”.
ويتحدث الإصدار عما سماها “مجاميع القناصة الانغماسيين”، الذين يُكلّفون بالتسلل إلى مسافات قريبة من كمائن الجيش المصري وثكناته لإيقاع أكبر الخسائر بجنوده من خلال القنص القريب ثم الاشتباك المباشر معهم.
وظهر في أكثر من مشهد قناصة تابعون لتنظيم الدولة يتمركزون من نقاط بعيدة عن أهدافهم، بينما تظهر مشاهد أخرى مسلحين يتسللون إلى مسافات قريبة من نقاط تمركز الجيش المصري.
واعتبر التنظيم ما استهدفه من نقاط أهدافًا سهلة، مؤكدًا إصابة عشرة من جنود الجيش المصري في يوم واحد. ويتهم الإصدار الجيش المصري باستخدام العساكر دروعًا بشرية في الحواجز الأمامية الأولى، مستعرضًا صورًا لمدنيين قال إنهم قتلوا على يد الجيش ضمن ما اعتبرها “خطة إسرائيلية لتهجير أهالي سيناء؛ تنفيذًا للمطالب الإسرائيلية”.
ويأتي الإصدار المرئي لتنظيم الدولة بعد يومين من تفجير كنيستي مارجرجس بطنطا (بمحافظة الغربية) والمرقسية بالإسكندرية؛ حيث أعلن التنظيم مسؤوليته عنهما، وترافق التفجيران مع اشتباكات بين مسلحيه والجيش المصري في سيناء.
