اعتبر محللون وسياسيون أن النظام الحالي هو أكبر المستفيدين من تفجيرات الكنائس، فبعيدًا عن الاتهامات المتبادلة حول من يقف خلف التفجيرات، إلا أن النظام استغل هذه التفجيرات لفرض مزيد من الإجراءات القمعية، بزعم محاربة الارهاب.
كما نجح نظام عبدالفتاح السيسي، في الحصول على دعم دولي والترويج لنفسة دوليًا على أنه يحارب الإرهاب، وسط تخوفات من تمرير النظام لمزيد من القوانين، أو التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية، وسط هذه الإجراءات.
إجراءات القمعية
وتوقع خبراء ومحللون مزيد من الإجراءات القمعية، والتي سيتخذها النظام مستغلًا أحداث الكنيسة، والتي كانت أولها إعلان حالة الطوارئ أمس.
وقرر عبد الفتاح السيسي إعلان حالة الطوارئ في البلاد عقب تفجيرين استهدفا كنيستين في طنطا والاسكندرية أسفرا عن مقتل 44 وإصابة أكثر من مئة.
وقال السيسي إنه سيتم إعلان حالة الطوارئ في البلاد لمدة ثلاثة أشهر بعد استيفاء الإجراءات القانونية والدستورية اللازمة، ويشمل ذلك موافقة الحكومة ومجلس النواب خلال سبعة أيام.
وتسمح حالة الطوارئ للسيسي والحكومة باتخاذ إجراءات استثنائية بموجب تطبيق قانون الطوارئ، من بينها إحالة المتهمين لمحاكم أمن الدولة وحظر التجول في بعض المناطق ومصادرة الصحف، فضلا عن تمكين الجيش من فرض الأمن.
كما أعلن السيسي أيضا تشكيل مجلس أعلى للأمن بصلاحيات كاملة “تمكنه من مواجهة التطرف والإرهاب في مصر”، وأمر في وقت سابق الجيش بدفع قوات من وحدات التأمين لمعاونة الشرطة في تأمين المنشآت الحيوية بعموم البلاد.
الحصول على شرعية دولية
جاءت تفجيرات الكنائس عقب عودة عبدالفتاح السيسي من لواشنطن، ولقائة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والترويج لحربة ضد ما وصفة بالإرهاب.
وجاءت التفجيرات تأكيدًا على حرب السيسي ضد الإرهاب، والحصول على دعم أميركي ودولي، وهو ما حدث بالفعل، حيث أدانت الكثير من الدول الغربية الحادث، وأكدت على دعمها للسيسي في حربة على الإرهاب.
كما تلقى “السيسي” اتصالًا هاتفيًا، من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أكد خلاله إدانة الولايات المتحدة الهجومين الإرهابيين اللذين استهدفا كنيستين في مدينتي طنطا والإسكندرية.
وبحسب بيان لرئاسة الجمهورية، أعرب ترامب عن خالص التعازى في ضحايا الحادثين، وأشار إلى ثقته في قدرة مصر، وقيادتها على التعامل مع الموقف والتصدى للإرهاب، ومؤكداً دعم بلاده لمصر وشعبها في مواجهة تلك الظاهرة التي باتت تهدد العالم بأسره.
وقد أعرب السيسي عن امتنانه لحرص الرئيس الأميركي على تقديم التعازي في ضحايا الحادثين، وأكد أن تلك الأحداث “لن تثنى الشعب المصري عن الاستمرار في مكافحة الإرهاب الآثم ولن تنجح في إحباط الجهود المبذولة لإرساء دعائم الأمن والاستقرار والتنمية”.
كما أكد أن تصاعد وتيرة الإرهاب في مختلف أنحاء العالم “يؤكد وبشكل قاطع ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي للتصدي للإرهاب.
الإسراع في المحاكمات
قررت اللجنة العامة للبرلمان برئاسة علي عبدالعال استدعاء وزيري العدل والداخلية في حكومة شريف إسماعيل، صباح اليوم الإثنين، لاستغلال حادثي تفجير كنيستين بطنطا والإسكندرية؛ من أجل الانتقام من المعارضة والإسراع في سلق قضاياهم.
وطالبت اللجنة وزارة العدل بسرعة القيام بمضاعفة الدوائر المخصصة لنظر القضايا الإرهابية؛ بدعوى تحقيق العدالة الناجزة، وسرعة الفصل في القضايا المطروحة أمامها.
يأتي هذا في إطار محاولة نظام السيسي توظيف الحادث في تحقيق عدة أهداف، سواء ضد المعارضين أو ضد عموم الشعب المصري، الذي يئن من غلاء الأسعار وتفاقم الأزمات المعيشية والاقتصادية.
خلق حالة من القلق في المجتمع
استغل “السيسي” حادث التفجيرات لخلق حالة من التوتر داخل المجتمع وتثبيت أركان حكمة، وجعل المجتمع يتقبل الإجراءات السياسية والاقتصادية خوفًا من الإرهاب.
تمرير القوانين ومخاوف من تيران وصنافير
حذر خبراء وسياسيون من استغلال السيسي لتفجيرات الكنائس في تمرير قوانين محل جدل، وكذلك من تمرير التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير.
وأحال الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، فى جلسة اليوم، اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والمملكة العربية السعودية الموقعة في 8 أبريل عام 2016 في القاهرة، إلى لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية، في خطوة توضح استغلال النظام للتفجيرات في تمرير اتفاقية تيران وصنافير.
كشف الدكتور أيمن نور، زعيم حزب غد الثورة، عن تفاصيل العلاقة بين عبدالفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، وبين تنظيم الدولة واللواء خليفة حفتر.
وقال “نور”، في مداخلة هاتفية لقناة الشرق: إن قناة النبأ الليبية أذاعت تسريبا بين محمود المصراتي، مستشار البرلمان الليبي، وبين أحد كبار الضباط المقربين من خليفة حفتر، حول تهريب عناصر من “تنظيم الدولة” بمعرفة سفير ليبيا في الإمارات عبر مصر إلى سرت؛ لعمل تظاهرات مؤيدة لحفتر، وتسميتهم بمسميات لها علاقة بالثورة الليبية لتشويهها.