قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن الإرهاب الأسود لم يفرِّق بين مسيحيٍّ ومسلمٍ؛ ولكنه يستهدف أمن مصر واستقرارها، ولن يفلح في ذلك، موضحًا أن “الشعب المصري عَوَّدَنَا الصمود والاعتلاء على الآلام مهما كانت قسوتها ومرارتها”.
وقال شيخ الأزهر، في كلمته للمصريين تعليقًا على الحادثين الإرهابيين اللذين وقعا في طنطا والإسكندرية: “الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، الأخ العزيز قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، إخواني الأعزاء أقباط مصر، شعبَ مصر العريق، أعزِّيكم وأعزِّي نفسي في أبنائنا وبناتنا وكل الأبرياء الذين اغتالتهم يد الغدر والخيانة في كنيسة مارجرجس بطنطا والكنيسة المرقسية بالإسكندرية وهم يؤدون صلواتهم ويحتفلون بأعيادهم”.
وأضاف شيخ الأزهر، في الكلمة التي أذاعها التليفزيون المصري في نشرة التاسعة مساءً: “إني إذ أتقدم بخالص العزاء لأسرهم وذويهم، سائلًا المولى سبحانه أن يلهمهم الصبر والسلوان؛ لأعبِّر عن الألم الشديد الذي يعتصر قلوبنا جميع المصريين بسبب فقد هؤلاء الأحبة الأعزاء”.
وأردف: “عزاؤنا أيضًا أنَّ هذا الدَّم البريء الذي سُفِكَ على أرض مصرَ اليوم لم يفرق فيه الإرهاب الأسود بين مسلمٍ ومسيحيٍّ؛ ممَّا يؤكد أنَّ ما حدث لم يكن يستهدف فريقًا دون آخر بقدر ما هو مخططٌ إجراميٌّ مرسوم لضرب استقرار مصر وزعزعة أمنها، وإشعال فتيل حربٍ أهلية بين الأقباط والمسلمين، حتى يتمَّ للمخربين وأعداء الحياة تنفيذ مخططهم الغادر الأثيم”.
وتابع شيخ الأزهر: “هيهاتَ ثم هيهاتَ أنْ يؤثِّر هذا المخطط اللعين ولو بمقدار شعرةٍ في عزيمة مصر وصمود المصريِّين وتماسك وَحدتهم الوطنية؛ فقد تعرَّضت مصرُ عبر تاريخها الذي تجاوز سبعة آلاف عام لكثير من أمثال هذه المحاولات الفاشلة، وكانت كل مرة تفوِّت الفرصة على الأعداء وتحبط آمالهم وأمانيهم”.
وخاطب شيخ الأزهر الشعب المصري قائلًا: “شعبَ مصر العظيم، عوَّدْتَنا الصمود والاعتلاء على الآلام مهما كانت قسوتها ومرارتها، فلا تدع مثل هذه الحوادث العابرة تؤثر في وحدة نسيجك الوطني الذي تفرَّدت به عبر تاريخك المجيد”.
واختتم: “أقول للمصريِّين جميعًا، مسلمين ومسيحيين، قفوا إلى جوار إخوتكم في مُصابهم الجلل وشدُّوا من أزرهم، وخفِّفوا عنهم من آلامهم وأحزانهم، حفظ الله مصر بمسيحيِّيها ومسلميها، ووقاها كل شرٍّ، وحفظها من كل سوء ومكروه”.
وفجّر انتحاريٌّ نفسه أمام الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، واستهدف انفجار آخر كنيسة مارجرجس في طنطا (بمحافظة الغربية) صباح اليوم الأحد تزامنًا مع احتفالات “أحد الشعانين”.
وكشف تنظيم “داعش” مساء الأحد عن أسماء الشخصين اللذين نفَّذا هجومين على الكنيستين في الإسكندرية وطنطا، مشيراً إلى أنهما استخدما سُترتين ناسفتين. وقالت وكالة “أعماق”، التابعة للتنظيم، في بيانٍ، إن أحد مقاتليها يدعى “أبو البراء المصري” انطلق نحو الكنيسة المرقسية في الإسكندرية وفجر سترته الناسفة، وأضافت أن الانتحاري الآخر الذي نفَّذ تفجير كنيسة مارجرجس هو “أبو إسحاق المصري”، لافتةً إلى أنه استخدم أيضًا سترة ناسفة.
وبحسب الوكالة فإن التفجيرين أدَّيا إلى مقتل 50 شخصًا وإصابة 140 آخرين، في حين أشارت حصيلة وزارة الصحة المصرية إلى مقتل 43 شخصًا وإصابة 119 آخرين.
وأعلنت مصر الحداد ثلاثة أيام على ضحايا التفجيرين، فيما أصدر وزير الداخلية مجدي عبدالغفار قرارًا بإقالة اللواء حسام خليفة مدير أمن الغربية وتعيين اللواء طارق حسونة بدلاً منه.
ويأتي التفجيران قبل نحو أسبوعين من زيارة بابا الفاتيكان فرانسيس إلى مصر يومي 28 و29 أبريل الجاري، وهي الزيارة الأولى من نوعها منذ عام 2000؛ حيث أجرى آنذاك البابا يوحنا بولس الثاني زيارة إلى القاهرة.